بسم الله الرحمن الرحيم
أسمحوا لي أن أقدم هذه القصة القصيرة وهي من تأليفي
قصة
نموذج غريب
رجع يوما متأخرا إلى البيت ولم تكن هذه عادته أو طبعه التأخير خارج البيت , فقد كان معروفا عنه قلة الخروج من البيت ، ولكن الأمر مختلف، فقد كان هذا اليوم هو حفل زفاف أخيه الشقيق .
رجع إلى البيت فلم يجد أحد ولأول مرة شعر بالوحدة ، بالرغم من أنه يسكن في شقة في عمق المدينة وحوله الزحام طوال اليوم ،إلا أنه أحس بهذا الشعور، شعور غريب لم ينتابه من قبل، شعر بوجوده منفردا في هذه الدنيا ، فمعظم أصدقائه قد انشغلوا إما بالزواج والأبناء ، ومنهم من سافر ليعمل في بلد أخر لعله يجد ضالته هناك.
استيقظ على حقيقة مهمة ظلت لسنوات بعيدة عنه لعدة أسباب ، قد يكون هو أحد أسبابها ، نعم .. حقيقة واقعة لا محالة ،ولكنه كان يؤجل التفكير فيها وساعده في ذلك التفاف الأهل والأصدقاء من حوله من جهة وانشغاله بالعمل وتحقيق الذات من جهة أخرى .
لقد أيقن أخيرا أنه لابد له من أحد يشاركه حياته ، يفكر معه ، يفرح لفرحة ويشعر بألمه ،ولكنه للأسف يبحث عن المثالية ويبحث عنها في كل شيء في حياته ، كان مثالا للمهندس الناجح في عمله وبالرغم من أن حياته كلها عمليه إلا أنه كان يقرأ كماً من كتب الأدب مالا يقرؤه البعض ممن ينتسبون إليه ، ويرى أن اليوم رغم أن عدد ساعاته محدودة ، إلا أن الإنسان يستطيع أن يؤدي فيه أعمالا قد يؤديها آخرين في أسبوع ، وبالرغم من ذلك فهو قليل الكتابة ، لأنه يفكر في الكلمة ألف مرة قبل أن يكتبها ، حتى أنه يتخيل كل إنسان قد يقرأها ماذا سوف يكون انطباعه عن هذا الكلام ، على اختلاف أنواع البشر وحالاتهم المزاجية.
كان يفكر في الآخرين ويعمل على إسعادهم حتى ولو كان على حساب سعادته الشخصية ،نعم فقد أحب يوما إنسانة تكاد تكون مثالية ، وتعلق بها كثيرا ، ولكنه أحس أن بارتباطهم معا سوف يؤدي بها لأن تتخلى عن بعض طموحاتها ليشعر هو بسعادة ، فآثر الابتعاد عنها لتكمل نجاحاتها وتحقيق ذاتها ورأى أن هذا هو السبيل الوحيد لإسعادها ، حتى وإن رأت هي خلاف ذلك ، لقد فضل أن يترك الزهرة في البستان على أن يقطفها ويأخذها معه ليستمتع هو بها وحده ، وبالرغم من أنه كان يحترق ألما وهو يبتعد، إلا أنه أثر سعادتها على نفسه.
هذا نموذج من البشر رأيته بنفسي ولا أعلم إذا كانت طريقته في هذه الحياة صحيحة ، أم أنه مريض بداء غريب ، نستطيع أن نطلق عليه حب الناس ، ولا أظن أنه سيجد ضالته يوما ، فهو كما يطلق البعض علية ، نوع قد أنقرض من هذه الدنيا ............. أليس كذلك !
أسمحوا لي أن أقدم هذه القصة القصيرة وهي من تأليفي
قصة
نموذج غريب
رجع يوما متأخرا إلى البيت ولم تكن هذه عادته أو طبعه التأخير خارج البيت , فقد كان معروفا عنه قلة الخروج من البيت ، ولكن الأمر مختلف، فقد كان هذا اليوم هو حفل زفاف أخيه الشقيق .
رجع إلى البيت فلم يجد أحد ولأول مرة شعر بالوحدة ، بالرغم من أنه يسكن في شقة في عمق المدينة وحوله الزحام طوال اليوم ،إلا أنه أحس بهذا الشعور، شعور غريب لم ينتابه من قبل، شعر بوجوده منفردا في هذه الدنيا ، فمعظم أصدقائه قد انشغلوا إما بالزواج والأبناء ، ومنهم من سافر ليعمل في بلد أخر لعله يجد ضالته هناك.
استيقظ على حقيقة مهمة ظلت لسنوات بعيدة عنه لعدة أسباب ، قد يكون هو أحد أسبابها ، نعم .. حقيقة واقعة لا محالة ،ولكنه كان يؤجل التفكير فيها وساعده في ذلك التفاف الأهل والأصدقاء من حوله من جهة وانشغاله بالعمل وتحقيق الذات من جهة أخرى .
لقد أيقن أخيرا أنه لابد له من أحد يشاركه حياته ، يفكر معه ، يفرح لفرحة ويشعر بألمه ،ولكنه للأسف يبحث عن المثالية ويبحث عنها في كل شيء في حياته ، كان مثالا للمهندس الناجح في عمله وبالرغم من أن حياته كلها عمليه إلا أنه كان يقرأ كماً من كتب الأدب مالا يقرؤه البعض ممن ينتسبون إليه ، ويرى أن اليوم رغم أن عدد ساعاته محدودة ، إلا أن الإنسان يستطيع أن يؤدي فيه أعمالا قد يؤديها آخرين في أسبوع ، وبالرغم من ذلك فهو قليل الكتابة ، لأنه يفكر في الكلمة ألف مرة قبل أن يكتبها ، حتى أنه يتخيل كل إنسان قد يقرأها ماذا سوف يكون انطباعه عن هذا الكلام ، على اختلاف أنواع البشر وحالاتهم المزاجية.
كان يفكر في الآخرين ويعمل على إسعادهم حتى ولو كان على حساب سعادته الشخصية ،نعم فقد أحب يوما إنسانة تكاد تكون مثالية ، وتعلق بها كثيرا ، ولكنه أحس أن بارتباطهم معا سوف يؤدي بها لأن تتخلى عن بعض طموحاتها ليشعر هو بسعادة ، فآثر الابتعاد عنها لتكمل نجاحاتها وتحقيق ذاتها ورأى أن هذا هو السبيل الوحيد لإسعادها ، حتى وإن رأت هي خلاف ذلك ، لقد فضل أن يترك الزهرة في البستان على أن يقطفها ويأخذها معه ليستمتع هو بها وحده ، وبالرغم من أنه كان يحترق ألما وهو يبتعد، إلا أنه أثر سعادتها على نفسه.
هذا نموذج من البشر رأيته بنفسي ولا أعلم إذا كانت طريقته في هذه الحياة صحيحة ، أم أنه مريض بداء غريب ، نستطيع أن نطلق عليه حب الناس ، ولا أظن أنه سيجد ضالته يوما ، فهو كما يطلق البعض علية ، نوع قد أنقرض من هذه الدنيا ............. أليس كذلك !