عمرو بن كلثوم شاعر تغلب
هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب من بني تغلب ، وأمه تغلبية ، فهي ليلى بنت المهلهل الشاعر ، وكانت مساكن تغلب في الجزيرة الفراتية من أهالي شمال الشام والعراق.
ولد عمر بن كلثوم في مطلع القرن السادس الميلادي ، وساد قومه صغيراً ، كان فارساً شجاعاً ذا حمية معجباً بنفسه ، وهو قاتل الملك عمرو بن هند ، ساهم في إنهاء العداوة بين بكر وتغلب .
أما قصة قتله لعمرو بن هند، فحدث أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه، مَن أمه تأنف خدمة أمي؟ ، فقيل له عمرو بن كلثوم ، قال ولم ذلك ، قال لأن أباها مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب ، وبعلها كلثوم بن مالك بن عتاب أفرس العرب ، وابنها عمرو بن كلثوم سيد من دونه ، فأرسل عمرو بن هند يسترفد عمرو بن كلثوم وأمه ، وأوحى ابن هند لأمه أن تنحي الخدم إذا دعي الطعام ، ثم تطلب المساعدة من أم ابن كلثوم ، فدعا عمرو بن هند بمائدة فنصبها ، فأكلوا ثم دعا بأنواع من الأواني المحملة بالطعام ، فقالت هند أم عمرو بن هند يا ليلى ناوليني ذلك الطبق فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فأعادت عليها وألحّت فصاحت ليلى واذلاه يالتغلب. فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه ونظر إلى عمرو بن هند فعرف الشر في وجهه ، فقام إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالروان ليس هناك سيف غيره فضرب به رأس ابن هند حتى قتله ، ونادى في بني تغلب ، فانتهبوا جميع ما في الرواق، وساروا نحو الجزيرة ، وفي ذلك يقول عمرو بن كلثوم:
بأي مشيةٍ عمرو بن هند تطيح بنا الوشاة وتزدرينا
تهدّدنا أوعِدنا رُويداً متى كنا لأمّك مقتوينا
(مقتوينا – أي مستعبدين ) .
ويقال إن أخاه مرّة بن كلثوم هو قاتل المنذر بن النعمان بن المنذر وفي ذلك يقول الأخطل:
أبني كليب إن عَمّيَّ اللذا قتلا الملوكَ وفكَكا الأغلالا
ويقول الفرزدق (لجرير) :
ما ضيْر تغلبَ وائلٍ أهجوتَها أم بُلتَ حيث تناطَحَ البحرانِ
قوم هُمُ قتلوا ابن هند عَنوة عمراً وهم قسطوا على النعمانِ
(قسطوا: جاروا) .
وأما قصته في حقن دماء بكر بن وائل، فقد جمع القبيلتين ثم أخذ من كل قبيلة مائة رجل جعلهم عنده رهائن ، فكانوا أبداً معه يرحلون برحيله وينزلون بنزوله ويغزون معه ، وإذا حدث أن غدرت إحدى القبيلتين فقتلت أحداً من أفراد القبيلة ، الأخرى أقاد عمرو بن هند ذلك المقتول من رهائن القبيلة المعتدية.
وكانت كلما ثارت الفتنة بين القبيلتين عهد ابن كلثوم إلى التوفيق بين القبيلتين، وكان آخر اجتماع لهما في الوقت الذي قيلت فيه معلقة عمرو بن كلثوم ومعلقة الحارث بن حلزة اليشكري.
يعتبر عمرو بن كلثوم شاعراً مقلاً ، فقد وصل إلينا من شعره معلقته وبضع مقطعات ، ويقال إن معلقته كانت تبلغ ألف بيت ، ولكن لم يصلنا منها إلا عشرها أو أقل قليلاً ، وترجع معلقته إلى زمنين منفصلين ، نظم بعضها قبل مقتل عمرو بن هند، وبعضها بعد مقتله بزمن يسير ، وموضوعها يدور حول الحماسة والفخر ، ويفتخر فيها عمرو بن كلثوم بقومه ، ويكثر فيها من مخاطبة عمر بن هند بالوعيد وفيها شيء من الغزل ووصف الخمر ، وشيء من الحكمة ، وتعد معلقته من أروع ما قالته العرب، ولشغف تغلب فيها ، وكثرة روايتهم لها قال بعض شعرائهم :
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يقول ابن كلثوم :
1- ألا هُبِّي بصحنِكِ فاصبِحينا ولا تُبْقي خمورَ الأَندَرِينا
2- مُشَعْشةً كأنَّ الحصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا
3- تجورُ بذي اللُّبانَة عن هَوَاه إذا مَا ذاقَها حتَّى يلِينا
4- صبنتِ الكأسَ عنَّا أمَّ عمروٍ وكان الكأسُ مجراها اليمينا
5- وكأسٍ قد شربتُ ببعَلَبَكٍّ وأخرَى في دمشَق وقاصِرينا
6- وإنا سوف تدركنا المنايا مُقدَّرةً لنا ومقدِّرينا
7- تذكَرتُ الصِبا واشتقتُ لمّا رأيتُ حمولَـها أصلاً حُدِينا
8- أبا هندٍ فلا تعجلْ علينا وأنظِرْنا نُخبِّرك اليقينا
9- بأنا نُورِدُ الراياتِ بيضاً ونُصْدِرهُن حمراً قد رُويْنا
10- وسيِّدِ معشرٍ قد توَّجُوهُ بتاجِ الملك يضحمي المُحْجَرِينا
11- ترْكنا الخيلَ عاكفةً عليهِ مُقلَّدةً أعِنَّتَها صُفونا
12- متى نَنْقلْ إلى قومٍ رَحَانا يكُونُوا في اللقاءِ لها طَحينا
13- نُطَاعِنُ ما تَراخَى الناسُ عنَّا ونضربُ بالسيوفِ إذا غُشِينا
14- كأنَّ جماجَم الأبطال فيها وَسوقٌ بالأمَاعِزِ يَرْتَمِينا
15- نشُقُّ بها رؤُوس القوم شقا ونَخْتَلِبُ الرقابَ فتختلينا
16- ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا فنجَهلُ فوق جهلِ الجاهلينا
17- كأنا والسيوف مسللات ولدنا الناس طراً أجميعنا
18- وقد علم القبائل من مَعَدٍّ إذا قُبَبٌ بأبطَحِها بُنينا
19- بأنا المُطْعمونَ إذا قَدَرْنا وأنا المهلكونَ إذا ابتُلِينا
20- إذا ما المَلك سام الناس خسفاً أبينا أن نُقِّر الذُّلّ فينا
21- إذا بلغ الفِطامَ لنا صبيٌّ تخرُّ له الجبابِرُ ساجدينا
الشرح :
1- ألا استيقظي من نومك أيتها الساقية ، واسقيني الصبوح بقدحك العظيم ولا تدخري خمر هذه القُرى (الأندرين قرى في الشام ) .
2- اسقينها ممزوجة بالماء (مشعشة) كأنها من شدة حمرتها ألقي فيها نبت (الحص) (وهو الورس) وإذا خالطها الماء وشربنا منها وسكرنا جدنا بعقائل أموالنا وسمحنا بها (سخينا) .
3- إن الخمر تميل بصاحب الحاجة عن حاجته (اللبانة) وهواه، إذا ما ذاقها حتى يلين ، أي أنها تنسي أصحابها الهموم والحوائج .
4- صرفت الكأس عنا يا أم عمرو وكان مجرى الكأس على اليمين فأجريتها عن الشمال (وكأنها تجاوزت عمر بن كلثوم في ضيافته إلى غيره )
5- يقول : ورب كأس شربتها بهذه البلدة ( بعلبك) ورب كأس شربتها بدمشق.
6- وإن وفاتنا سوف تدركنا ، فهي مقدرة لنا ، ونحن مقدرون لها.
7- تذكرت العشق والهوى واشتقت إلى العشيقة لما رأيت حمول إبلها سيقت عشياً .
8- عمرو بن هند لا تستعجل لتتعرف على قدرنا ، وانتظر نخبرك اليقين من أمرنا وشرفنا
9- نخبرك اليقين بأنا نورد ونرسل أعلامنا إلى الحرب وهي بيضاء ، ونرجعها منها حمراً قد ارتوت من دماء الأبطال.
10- يقول : وربّ سيد معشر قوم) متوج بتاج الملك حام للاجئين إليه قهرناه (أجمرته: الجأته).
11- قتلناه وحبسنا خيلنا عليه وقد قلدناه أعنتها في حال صفونها عنده (والصفون : جمع صافن ، وهو إذا قام الفرس على ثلاثة قوائم ، وثنى سنبكه الرابع ) .
12- ومتى حاربنا قوم (الرحى : الحرب) قتلناهم ، وطحناهم كما تطحن الرحى القمح.
13- نطاعن الأبطال مهما تباعدوا عنا ، ونضربهم مهما تقاربوا ، (أي إن سيوفنا تنال البعيد والقريب إذا عدى ).
14- كأن رؤوس الشجعان كأحمال البعير (وسوق) عندما نسقطها الأرض في (الأماعز) الأماكن الكثيرة الحجارة.
15- نشق بها رؤوس الأعداء شقاءً نقطع بها رقابهم فيقطعن (الاختلاب قطع الشيء بالمخلب) و(الاختلاء: قطع الخلاء وهو رطب الحشيش) .
16- ألا لا يسفهن أحد علينا فنسفه أكثر منه ، ونجازيه بأسوأ من فعله .
17- كأننا حال استلال السيوف من أغمادها (وقت الحرب ) ولدنا جميع الناس ، أي نحميهم حماية الوالد لولده .
18- وقد علمت قبائل معد إذا بنيت قبابها بمكان أبطح .
19- علمت هذه القبائل بأننا نطعم الضيفان إذا قدرنا عليه ونهلك أعداءنا إذا اختبروا قتالنا.
20- إذا أكره الملك الناس على ما فيه ذلهم أبينا الانقياد له .
21- إذا بلغ صبياننا وقت الفطام سجدت لهم الجبابرة من غيرنا خوفاً منا ورهبة .
[b]
هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب من بني تغلب ، وأمه تغلبية ، فهي ليلى بنت المهلهل الشاعر ، وكانت مساكن تغلب في الجزيرة الفراتية من أهالي شمال الشام والعراق.
ولد عمر بن كلثوم في مطلع القرن السادس الميلادي ، وساد قومه صغيراً ، كان فارساً شجاعاً ذا حمية معجباً بنفسه ، وهو قاتل الملك عمرو بن هند ، ساهم في إنهاء العداوة بين بكر وتغلب .
أما قصة قتله لعمرو بن هند، فحدث أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه، مَن أمه تأنف خدمة أمي؟ ، فقيل له عمرو بن كلثوم ، قال ولم ذلك ، قال لأن أباها مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب ، وبعلها كلثوم بن مالك بن عتاب أفرس العرب ، وابنها عمرو بن كلثوم سيد من دونه ، فأرسل عمرو بن هند يسترفد عمرو بن كلثوم وأمه ، وأوحى ابن هند لأمه أن تنحي الخدم إذا دعي الطعام ، ثم تطلب المساعدة من أم ابن كلثوم ، فدعا عمرو بن هند بمائدة فنصبها ، فأكلوا ثم دعا بأنواع من الأواني المحملة بالطعام ، فقالت هند أم عمرو بن هند يا ليلى ناوليني ذلك الطبق فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فأعادت عليها وألحّت فصاحت ليلى واذلاه يالتغلب. فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه ونظر إلى عمرو بن هند فعرف الشر في وجهه ، فقام إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالروان ليس هناك سيف غيره فضرب به رأس ابن هند حتى قتله ، ونادى في بني تغلب ، فانتهبوا جميع ما في الرواق، وساروا نحو الجزيرة ، وفي ذلك يقول عمرو بن كلثوم:
بأي مشيةٍ عمرو بن هند تطيح بنا الوشاة وتزدرينا
تهدّدنا أوعِدنا رُويداً متى كنا لأمّك مقتوينا
(مقتوينا – أي مستعبدين ) .
ويقال إن أخاه مرّة بن كلثوم هو قاتل المنذر بن النعمان بن المنذر وفي ذلك يقول الأخطل:
أبني كليب إن عَمّيَّ اللذا قتلا الملوكَ وفكَكا الأغلالا
ويقول الفرزدق (لجرير) :
ما ضيْر تغلبَ وائلٍ أهجوتَها أم بُلتَ حيث تناطَحَ البحرانِ
قوم هُمُ قتلوا ابن هند عَنوة عمراً وهم قسطوا على النعمانِ
(قسطوا: جاروا) .
وأما قصته في حقن دماء بكر بن وائل، فقد جمع القبيلتين ثم أخذ من كل قبيلة مائة رجل جعلهم عنده رهائن ، فكانوا أبداً معه يرحلون برحيله وينزلون بنزوله ويغزون معه ، وإذا حدث أن غدرت إحدى القبيلتين فقتلت أحداً من أفراد القبيلة ، الأخرى أقاد عمرو بن هند ذلك المقتول من رهائن القبيلة المعتدية.
وكانت كلما ثارت الفتنة بين القبيلتين عهد ابن كلثوم إلى التوفيق بين القبيلتين، وكان آخر اجتماع لهما في الوقت الذي قيلت فيه معلقة عمرو بن كلثوم ومعلقة الحارث بن حلزة اليشكري.
يعتبر عمرو بن كلثوم شاعراً مقلاً ، فقد وصل إلينا من شعره معلقته وبضع مقطعات ، ويقال إن معلقته كانت تبلغ ألف بيت ، ولكن لم يصلنا منها إلا عشرها أو أقل قليلاً ، وترجع معلقته إلى زمنين منفصلين ، نظم بعضها قبل مقتل عمرو بن هند، وبعضها بعد مقتله بزمن يسير ، وموضوعها يدور حول الحماسة والفخر ، ويفتخر فيها عمرو بن كلثوم بقومه ، ويكثر فيها من مخاطبة عمر بن هند بالوعيد وفيها شيء من الغزل ووصف الخمر ، وشيء من الحكمة ، وتعد معلقته من أروع ما قالته العرب، ولشغف تغلب فيها ، وكثرة روايتهم لها قال بعض شعرائهم :
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يقول ابن كلثوم :
1- ألا هُبِّي بصحنِكِ فاصبِحينا ولا تُبْقي خمورَ الأَندَرِينا
2- مُشَعْشةً كأنَّ الحصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا
3- تجورُ بذي اللُّبانَة عن هَوَاه إذا مَا ذاقَها حتَّى يلِينا
4- صبنتِ الكأسَ عنَّا أمَّ عمروٍ وكان الكأسُ مجراها اليمينا
5- وكأسٍ قد شربتُ ببعَلَبَكٍّ وأخرَى في دمشَق وقاصِرينا
6- وإنا سوف تدركنا المنايا مُقدَّرةً لنا ومقدِّرينا
7- تذكَرتُ الصِبا واشتقتُ لمّا رأيتُ حمولَـها أصلاً حُدِينا
8- أبا هندٍ فلا تعجلْ علينا وأنظِرْنا نُخبِّرك اليقينا
9- بأنا نُورِدُ الراياتِ بيضاً ونُصْدِرهُن حمراً قد رُويْنا
10- وسيِّدِ معشرٍ قد توَّجُوهُ بتاجِ الملك يضحمي المُحْجَرِينا
11- ترْكنا الخيلَ عاكفةً عليهِ مُقلَّدةً أعِنَّتَها صُفونا
12- متى نَنْقلْ إلى قومٍ رَحَانا يكُونُوا في اللقاءِ لها طَحينا
13- نُطَاعِنُ ما تَراخَى الناسُ عنَّا ونضربُ بالسيوفِ إذا غُشِينا
14- كأنَّ جماجَم الأبطال فيها وَسوقٌ بالأمَاعِزِ يَرْتَمِينا
15- نشُقُّ بها رؤُوس القوم شقا ونَخْتَلِبُ الرقابَ فتختلينا
16- ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا فنجَهلُ فوق جهلِ الجاهلينا
17- كأنا والسيوف مسللات ولدنا الناس طراً أجميعنا
18- وقد علم القبائل من مَعَدٍّ إذا قُبَبٌ بأبطَحِها بُنينا
19- بأنا المُطْعمونَ إذا قَدَرْنا وأنا المهلكونَ إذا ابتُلِينا
20- إذا ما المَلك سام الناس خسفاً أبينا أن نُقِّر الذُّلّ فينا
21- إذا بلغ الفِطامَ لنا صبيٌّ تخرُّ له الجبابِرُ ساجدينا
الشرح :
1- ألا استيقظي من نومك أيتها الساقية ، واسقيني الصبوح بقدحك العظيم ولا تدخري خمر هذه القُرى (الأندرين قرى في الشام ) .
2- اسقينها ممزوجة بالماء (مشعشة) كأنها من شدة حمرتها ألقي فيها نبت (الحص) (وهو الورس) وإذا خالطها الماء وشربنا منها وسكرنا جدنا بعقائل أموالنا وسمحنا بها (سخينا) .
3- إن الخمر تميل بصاحب الحاجة عن حاجته (اللبانة) وهواه، إذا ما ذاقها حتى يلين ، أي أنها تنسي أصحابها الهموم والحوائج .
4- صرفت الكأس عنا يا أم عمرو وكان مجرى الكأس على اليمين فأجريتها عن الشمال (وكأنها تجاوزت عمر بن كلثوم في ضيافته إلى غيره )
5- يقول : ورب كأس شربتها بهذه البلدة ( بعلبك) ورب كأس شربتها بدمشق.
6- وإن وفاتنا سوف تدركنا ، فهي مقدرة لنا ، ونحن مقدرون لها.
7- تذكرت العشق والهوى واشتقت إلى العشيقة لما رأيت حمول إبلها سيقت عشياً .
8- عمرو بن هند لا تستعجل لتتعرف على قدرنا ، وانتظر نخبرك اليقين من أمرنا وشرفنا
9- نخبرك اليقين بأنا نورد ونرسل أعلامنا إلى الحرب وهي بيضاء ، ونرجعها منها حمراً قد ارتوت من دماء الأبطال.
10- يقول : وربّ سيد معشر قوم) متوج بتاج الملك حام للاجئين إليه قهرناه (أجمرته: الجأته).
11- قتلناه وحبسنا خيلنا عليه وقد قلدناه أعنتها في حال صفونها عنده (والصفون : جمع صافن ، وهو إذا قام الفرس على ثلاثة قوائم ، وثنى سنبكه الرابع ) .
12- ومتى حاربنا قوم (الرحى : الحرب) قتلناهم ، وطحناهم كما تطحن الرحى القمح.
13- نطاعن الأبطال مهما تباعدوا عنا ، ونضربهم مهما تقاربوا ، (أي إن سيوفنا تنال البعيد والقريب إذا عدى ).
14- كأن رؤوس الشجعان كأحمال البعير (وسوق) عندما نسقطها الأرض في (الأماعز) الأماكن الكثيرة الحجارة.
15- نشق بها رؤوس الأعداء شقاءً نقطع بها رقابهم فيقطعن (الاختلاب قطع الشيء بالمخلب) و(الاختلاء: قطع الخلاء وهو رطب الحشيش) .
16- ألا لا يسفهن أحد علينا فنسفه أكثر منه ، ونجازيه بأسوأ من فعله .
17- كأننا حال استلال السيوف من أغمادها (وقت الحرب ) ولدنا جميع الناس ، أي نحميهم حماية الوالد لولده .
18- وقد علمت قبائل معد إذا بنيت قبابها بمكان أبطح .
19- علمت هذه القبائل بأننا نطعم الضيفان إذا قدرنا عليه ونهلك أعداءنا إذا اختبروا قتالنا.
20- إذا أكره الملك الناس على ما فيه ذلهم أبينا الانقياد له .
21- إذا بلغ صبياننا وقت الفطام سجدت لهم الجبابرة من غيرنا خوفاً منا ورهبة .
[b]