تلاوة الأوامر (أي تلاوة القرآن) أم تنفيذ الأوامر... (العمل بالأوامر). أيهما أقوى تحصينا.
لا شك أن الأفضل هو العمل بالقرآن وتلاوته أيضا، بعد تعلم الإيمان والتحقق به.
هذه كلمة حق في الرقية والعلاج غير الفاعل الذي يشتكي منه البعض هذه الأيام. حتى لا ننسب للقرآن أي نقص بل النقص فينا نحن (التالي أو المتلو عليه). لأنه بدأ الكلام في الخفاء عن قرّاء الرقى وأن لا فائدة من قراءتهم ثم تطور الحال للتوجه للسحرة من أجل فك السحر لأن القراء لم يفيدوهم وهذا خطير لأنه يؤدي إلى عدم اليقين على القرآن والدين. للجهل بحقيقة الوضع في هذا الموضوع.
أيهما أفضل؟ مؤمن ينفذ الأوامر وهو أمي، أم آخر يتلو الأوامر، ولا يعمل بها، أو يعمل بها لكنه لايريد الله بعمله كمثل قاريء القرآن الذي قرأه ليقال قاريء فكان أول من تسعر به النار.
التلاوة لكتاب الله أول مقصود لها هو العمل به.
توضيح هذا في هذا المثال:
رجل أو إمرأة يقرأ آيات غض البصر ثم يطبق القرآن وينزل الشارع ويعيث ببصره بعكس ما كان يتلو
وآخر لايقرأ القرآن أمي لا يقرأ أو يكتب لكنه يمتنع من النظر الممنوع لأن المانع هو الله. هذا تخشاه الجن أكثر من التاي السابق.
التحصين بالتلاوة فقط لا يحصن من الجن والسحر بل يعطي البركة وفائدته ضعيفة وتحصينه مؤقت لايلبث أن يذهب مفعوله، فيعود السحر أو المس وذلك لأن صاحبه (المتلو عليه) ليس منفذا للأوامر بل قد يكون مخالفا وليس طائعا بل عاص.
ونحن نقصد عصيان ظاهر أو غير ظاهر -التالي أو المتلو عليه- فقد يكون لديه ظاهر الأعمال الصالحة لكن الله ساخط عليه لوجود الكبر أو إحتقار الناس خاصة العصاة كمثل حديث المتأول على الله حيث أحبط الله عمله.
وغالبا هذا الصنف من الملتزمين قد يصاب أيضا هو بالمس ويطول معه، وقد رأينا بعضا منهم يتعالج من المس عند الشيوخ، والسبب أنه قد يكون عنده علم التوحيد والإيمان لكنه يخشى ويعظم غير الله ويحتقر بعض الناس ويعظم نفسه وليس عنده التواضع..... إلى آخر ما يجعل الله ساخطا عليه ونحن نعرف حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار.
إذا كنت تقيًّا صالحا تمشي كما يحب الله وإن خالف هواك وإن خالفت في الله من على ظهر الأرض وليس فئة محدودة فقط فأنت في الأمان، أنظر كيف بدأ الأنبياء عليهم السلام وكذا المصلحون الأتقياء الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، وأيضا المؤمن الخفي أو المشهور أيضا، الذي لايريد الدنيا ولا يسعى لها ولا يحتقر الناس لأجل قلة علمهم أو كثرة ذنوبهم لإنشغاله بقلة علمه مهما بلغ وإنشغاله بكثرة ذنوبه عن ذنوبهم.
هذا هو الذي "بسم الله" منه أقوى من "سورة البقرة" من سواه. والقصص في هذا الباب كثيرة ولعل لنا عودة.
أرجو بل أتوسل أن كل من عنده توضيح لهذا الأمر أن يدلي به لنستفيد جميعا فليس طرحي لهذا أني ملم به من جميع جوانبه، كلا وألف كلا... بل أريد الإستفادة والتصحيح من جنابك أيها القاريء لهذا الكلام.