اعجاز في قوله تعالى ( اهتزت وربت)

اهتزت·· وربت
الحياة والموت··· متناقضتان تملآن الحياة، فلولا الحياة ما عرفنا الموت··· ومن هنا، الإعجاز يتجلى في إحياء الأرض بالماء، والتعبير الرائع الذي وصف به الله تعالى هذه الأرض· يقول المولى: (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) الحج:5·
إنك أمام أرض يابسة قاحلة، كل كائناتها محكوم عليها بالموت والهلاك··· سكون كسكون القبر· كل تراكيب الأرض في سبات، تأخذ أقل حجم لها، وأقل معدل من العمليات الحيوية··· ولكن انظر إلى تلك الأرض في اللحظة التي ينزل عليها المطر··· تلك اللحظة الحاسمة، تبدأ فيها الحركات العجيبة، حيث تهتز الأرض فعلاً، فالجراثيم فيها تنبت وتتحرك، والبصلات والدرنات والحبوب والبذور··· كلها تسري فيها الحياة··· تبدأ عمليات الانقسام وامتصاص الماء، وتنشط الديدان الأرضية في شق الأنفاق الأرضية، وبهذا تزداد التربة في الحجم وتربو أي تزداد وتنتفخ··· ولطالما شاهدنا هذا المشهد عند وضع الخميرة في العجين، حيث تبدأ الخميرة في نشاطها الحيوي، ويزداد حجم العجين حتى يفيض من الإناء··· تعود للأرض بهجتها، وترى الأرض القاحلة وقد ازدانت ببساط أخضر جميل بعد إنبات النبات عليها وإزهاره· يقول تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرَّة إن الله لطيف خبير) الحج:36 فهل يشك أحد في الإعجاز؟