كنت يوم الخميس الماضي أتابع برنامج فتاوى الرحمة وكان المفتي الشيخ مصطفى العدوي بارك الله فيه
وإذا بإمرأة سائلة تسأل وتقول (( زوجي كل يوم مع واحدة شكل ...)) ...وإذا بالشيخ يوقفها ولم يدعها تكمل سؤالها وأخبرها أنها بهذه الكلمات البسيطة قد قامن بقذف زوجها وأنها ( إذا لم تكن معذورة بالجهل ) فهي فاسقة وتستحق التعذيب بالجلد ولا تقبل شهادتها بين الناس أبدا
قال تعالى :" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور : 4 ] .
وشدد الشيخ كثيرا على هذا الأمر وأخبر أن المرأة إذا أرادت أن تسأل عن مثل هذه الأمور فعليها أن تعرض بالكلام فتقول مثلا (( زوج يفعل كذا وكذا فما حكمه )) أو تقول (( إمرأة زوجها يفعل كذا وكذا ...)) لا أن تأتي في الفضائيات وتقوم بفضح الزوج والتشهير به على الملاْ .
تم تقليل : 99% من الحجم الأصلي للصورة[ 402 x 14 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
ما دفعي لهذا الموضوع حبيباتي هو أنني رأيت كثيرا من النساء ( وربما الرجال أيضا ) أستهانوا بهذه الكلمات ...وكم سمعنا من نساء يشتكين أزواجهن بهذا الكلام ,, فواحدة تقول ( زوجي يخونني وأنا متأكدة من ذلك )) وأخرى تقول (( زوجي يعرف كثير من النساء ويمشي معهن )) وثالثة تشتكي وتقول (( أشك أن زوجي يفعل الفاحشة )) ..........والله المستعان
وليس هذا قاصرا على الزوج وفقط ....بل للأسف أصبح الخوض في أعراض الناس هو ما تتسلى به النساء في مجالسهن , فتجدي مجموعة من النساء في مجالسهن يأتون على سيرة فلانة أنها ( تمشى على حل شعرها )..وأخرى ( أن مشيها بطال , وانها تقابل رجال) فلا يكتفين بالغيبة وإنما يتحول المجلس إلى قذف للمحصنات وهن لا يشعرن ويتفرقن وقد حملت كل منهن أمثال الجبال من الذنوب بعد أن خضن في أعراض النساء وشرفهن .
ولا يعرفن أن هذه الكلمات البسيطة كانت توجب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء والتابعين قيام الحد
وللتدليل على ذلك نذكر قصة أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما شاهد واقعة زنا بأم عينه فذهب إلى مجلسه و أخبر أهل الشورى بما رأى فقاطعه الإمام على كرم الله وجهه قائلا حسبك يا أمير المؤمنين , فقال عمر لقد رأيت بعينى , فيرد الإمام على : لو نطقت باسمهما أقمنا عليك الحد , فسكت أمير المؤمنين و خليفة المسلمين و رئيس أعظم دول الأرض فى زمانه سيدنا عمر بن الخطاب , ويمكننا من خلال هذه القصة أن نستخلص عشرات الدروس و العبر التى ينصلح بها حال الأمة عامة ولكن يكفينا أن هذه الواقعة تدلنا على ضرورة وجود الشهود الأربعة (( وهذا الأمر الذي يعتبر مستحيلا في الحياة الواقعية )) ليقال على شخص أنه زنى أو فعل الفاحشة .
وروى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره و الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال ، كما قال أبو الطيب العظيم آبادي في ( عون المعبود ) .
تم تقليل : 99% من الحجم الأصلي للصورة[ 402 x 14 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
فاحذري أختي الحبيبة أن تتفوهي بهذه الكلمات التي للأسف استهانت بها كثير من النساء واحفظي لسانك عن الشر وأعلمي أن الله عزوجل ستير يحب الستر , وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإنالعبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها فيجهنم )). رواه البخاري ،،
فاضبطي لسانك و قولي خيرا أو اصمتي ،،،
اللهم بلغت ..اللهم فاشهد منقول