عدو أمريكا رقم (1) من هو؟
يتزايد الاحساس والوعي في الولايات المتحدة بان هناك من يضحي بمصالح هذه الجمهورية الكبيرة القوية في سبيل أهوائه واطماعه وأجندته الخاصة.. ولا داعي للغموض والابهام، فالناس قد اتعبهم الغموض والالتفاف على الحقيقة او المعرفة التي يجب أن تتاح لهم، كحق ثابت من حقوقهم، ليس أقل قيمة ولا أدنى أولوية من حقوق الغذاء والمسكن والدواء والامن.. إن هؤلاء الذين لا يتورعون عن التضحية بمصالح الولايات المتحدة من أجل اجندتهم الخاصة هم (الصهيونيون)، ولا نقول اليهود أجمعين. فالشهادة بالحق تقتضي التصريح بأن من اليهود من هو أشد منا بأسا في نقد هؤلاء الصهاينة الغلاة، ليس من اجلنا، فالعرب والمسلمون مقصّرون ـ تقصيرا يتسم بالغباوة والفجيعة معا في الاتصال بهذه الشرائح من اليهود فضلا عن التأثير فيهم.. نعم. ليس من أجلنا يكرون على الغلاة من قومهم بالنقد الصارم المرير، وإنما من اجل اليهود انفسهم، لأن عقلاء بني اسرائيل يدركون ـ بعمق وخشية ـ: ان الاستراتيجيات التي يتبعها الغلاة الصهاينة ستكون عاقبتها كارثة محققة على اليهود كافة.
ويستند هؤلاء العقلاء اليهود، في رؤيتهم هذه، الى وقائع تاريخية مستفيضة، من اوثقها وأظهرها: ان معظم المصائب التي نزلت باليهود في التاريخ، من اقواها وادومها: سبب: ان الغلاة منهم باشروا اسباب هذه المصائب.. وليس ينكر منصف: ان اليهود ظلموا من قبل آخرين. بيد ان عقلاءهم وحكماءهم يركزون على (الاسباب الذاتية) في المقام الاول. وهذا منهج عقلاني ونقدي صائب ونافع: صائب لانه يرى الحقيقة كما هي، ونافع لانه يتيح فرصة الاعتبار بما حدث: وقاية مما سيحدث، وتفاديا لأسباب البلاء التي يتكرر بمباشرتها البلاء.
لقد اتيحت لغلاة الصهيونيين مساحات واسعة من العمل والنشاط في الولايات المتحدة، بحسبان ذلك حقا اجتماعيا وسياسيا وقانونيا لهم، يتساوون به مع سائر الفئات والطوائف التي يتألف منها نسيج المجتمع الامريكي.
وكان يسعهم: ان يحمدوا الله على هذه الفرص الممتازة. وان يقرنوا الحمد بسلوك عقلاني بعيد النظر يمثل في (التمتع بحقوقهم) دون التطاول على حقوق الآخرين، كما يمثل في الحرص الوفي الذكي على مصالح البلد الذي مكن لهم وهيأ لهم تلك المساحات الهائلة من العمل والنشاط والحركة.
لكن الغلو هو الغلو في كل زمان ومكان.
لقد حملهم غلوهم او تصوراتهم المتطرفة على استغلال الفرص المهيأة ـ كأحسن ما يكون التهيؤ ـ في:
1 ـ التغلغل المبرمج في المواقع المؤثرة وبمعدلات تفوق ـ مئات المرات ـ نسبتهم العددية بالمقارنة بالمجموع الكلي للأمة الامريكية. ولم يك هذا التغلغل لخدمة أمريكا (وإن كان الامر لا يخلو من شيء من ذلك ضمنا) وإنما كان التغلغل من أجل خدمة اجندتهم الخاصة الانانية.. هذا هو الهدف الاساسي الاول.. ومن كان في شك من هذه الوقائع والحقائق فليمدد يده الى حاسبته الالية، وليحص اعداد هؤلاء في المواقع الحيوية ثم لينظر: كيف يخدمون اجندتهم الخاصة؟
2 ـ كبت الاصوات الامريكية العاقلة الحرة المناهضة، ليس لحقوقهم الطبيعية ولكن المناهضة لتسلطهم وطغيانهم: كبت هذه الاصوات او التشويش والتعتيم عليها بتهمة (معاداة السامية) سواء كانت اصوات باحثين او اعلاميين او سياسيين او فنانين او مثقفين.
3- استخدام (قوة) الولايات المتحدة ووزنها وثقلها في قهر خصومهم (أي خصوم الصهيونيين).. ولهؤلاء الصهاينة الغلاة المتطرفين استراتيجيتهم الماكرة جدا في ذلك، فهم يعمدون الى خلط اجندتهم الخاصة (التي لم يطلع عليها الشعب الامريكي، ولم يستشر فيها) بالاجندة الامريكية. ومن خلال هذا الخلط المتعمد وغير الامين يستخدمون أسلوب الغش والتدليس، بمعنى أنهم يكلفون مراكز البحث الخاضعة لهم او المتأثرة بهم لكي تنتج دراسات استراتيجية تؤكد على (وحدة العداء) للولايات المتحدة والصهيونية. فمن يعادي الصهيونية يعادي ـ بالضرورة ـ الولايات المتحدة، وبمقتضى هذه الدراسات (!!) ينادون بـ(وحدة المواجهة): ان تتحالف امريكا والصهيونية لمواجهة العدو المشترك.
وبهذا يستخدمون قوة الولايات المتحدة، في ضرب خصوم الصهيونية.. وهم كاذبون في ذلك يقينا، فالذي يعادي الصهيونية ليس لازماً أن يعادي امريكا : الشعب والامة والحضارة.. فلهذا التلازم شروط من بينها: أن تكون الصهيونية هي (الممثل الشرعي والوحيد) للأمة الامريكية، وهذا لن يتأتى ـ ديمقراطيا ـ إلا ثمرة لاستفتاء شعبي عام تكون نتيجته: ان يقول الشعب الامريكي او معظمه: نعم: ان الصهيونية هي ممثلنا الشرعي والوحيد على المستوى القومي، وعبر العالم. وهذا ما كان، ولن يكون لأن الامة الامريكية اوعى وانضج وأكثر اعتزاز بذاتها من أن تجعل مصائرها بين يدي منظمة ولاؤها الاول ليس للولايات المتحدة بل لدولة اجنبية هي اسرائيل.. صحيح ان الصهيونية استطاعت ان تتحالف مع فريق من الامريكيين وتربط اجندتها الخاصة بأجندتهم الخاصة. بيد ان هؤلاء لا يمثلون الولايات المتحدة في مجموعها الكلي. فهم: إما ساذجون.. وإما انهم يضحون بمصالح بلادهم في سبيل مصالحهم الذاتية.. واما انهم متواطئون تواطؤا يخضع اصحابه لعقاب أليم نص عليه الدستور الامريكي.
الباقي هنا:
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...article=186242
التعليق: لا شك أن إسرائيل هي أكبر عدو لأمريكا، لكن أيضا اليهود غير الصهيونيين هم عدو لأمريكا ولكل العالم لأنهم يخططون للسيرة على العالم، لكن من الجيد إستغلال الخلافات بينهم حول الصهيونية، مع الوعي التام أن اليهود غير الصهاينة هم أيضا أشد خطرا على المدى البعيد، وهذا ما يغفله الموضوع المنقول وأغلب الموضوعات التي تتحدث عن ذلك، بل وبعضها يعتبر اليهود المعادين للصهيونية أناسا رائعين، وهذه نظرة مخالفة للواقع وللتاريخ ولما أخبرنا به القرآن عن صفات اليهود.
يتزايد الاحساس والوعي في الولايات المتحدة بان هناك من يضحي بمصالح هذه الجمهورية الكبيرة القوية في سبيل أهوائه واطماعه وأجندته الخاصة.. ولا داعي للغموض والابهام، فالناس قد اتعبهم الغموض والالتفاف على الحقيقة او المعرفة التي يجب أن تتاح لهم، كحق ثابت من حقوقهم، ليس أقل قيمة ولا أدنى أولوية من حقوق الغذاء والمسكن والدواء والامن.. إن هؤلاء الذين لا يتورعون عن التضحية بمصالح الولايات المتحدة من أجل اجندتهم الخاصة هم (الصهيونيون)، ولا نقول اليهود أجمعين. فالشهادة بالحق تقتضي التصريح بأن من اليهود من هو أشد منا بأسا في نقد هؤلاء الصهاينة الغلاة، ليس من اجلنا، فالعرب والمسلمون مقصّرون ـ تقصيرا يتسم بالغباوة والفجيعة معا في الاتصال بهذه الشرائح من اليهود فضلا عن التأثير فيهم.. نعم. ليس من أجلنا يكرون على الغلاة من قومهم بالنقد الصارم المرير، وإنما من اجل اليهود انفسهم، لأن عقلاء بني اسرائيل يدركون ـ بعمق وخشية ـ: ان الاستراتيجيات التي يتبعها الغلاة الصهاينة ستكون عاقبتها كارثة محققة على اليهود كافة.
ويستند هؤلاء العقلاء اليهود، في رؤيتهم هذه، الى وقائع تاريخية مستفيضة، من اوثقها وأظهرها: ان معظم المصائب التي نزلت باليهود في التاريخ، من اقواها وادومها: سبب: ان الغلاة منهم باشروا اسباب هذه المصائب.. وليس ينكر منصف: ان اليهود ظلموا من قبل آخرين. بيد ان عقلاءهم وحكماءهم يركزون على (الاسباب الذاتية) في المقام الاول. وهذا منهج عقلاني ونقدي صائب ونافع: صائب لانه يرى الحقيقة كما هي، ونافع لانه يتيح فرصة الاعتبار بما حدث: وقاية مما سيحدث، وتفاديا لأسباب البلاء التي يتكرر بمباشرتها البلاء.
لقد اتيحت لغلاة الصهيونيين مساحات واسعة من العمل والنشاط في الولايات المتحدة، بحسبان ذلك حقا اجتماعيا وسياسيا وقانونيا لهم، يتساوون به مع سائر الفئات والطوائف التي يتألف منها نسيج المجتمع الامريكي.
وكان يسعهم: ان يحمدوا الله على هذه الفرص الممتازة. وان يقرنوا الحمد بسلوك عقلاني بعيد النظر يمثل في (التمتع بحقوقهم) دون التطاول على حقوق الآخرين، كما يمثل في الحرص الوفي الذكي على مصالح البلد الذي مكن لهم وهيأ لهم تلك المساحات الهائلة من العمل والنشاط والحركة.
لكن الغلو هو الغلو في كل زمان ومكان.
لقد حملهم غلوهم او تصوراتهم المتطرفة على استغلال الفرص المهيأة ـ كأحسن ما يكون التهيؤ ـ في:
1 ـ التغلغل المبرمج في المواقع المؤثرة وبمعدلات تفوق ـ مئات المرات ـ نسبتهم العددية بالمقارنة بالمجموع الكلي للأمة الامريكية. ولم يك هذا التغلغل لخدمة أمريكا (وإن كان الامر لا يخلو من شيء من ذلك ضمنا) وإنما كان التغلغل من أجل خدمة اجندتهم الخاصة الانانية.. هذا هو الهدف الاساسي الاول.. ومن كان في شك من هذه الوقائع والحقائق فليمدد يده الى حاسبته الالية، وليحص اعداد هؤلاء في المواقع الحيوية ثم لينظر: كيف يخدمون اجندتهم الخاصة؟
2 ـ كبت الاصوات الامريكية العاقلة الحرة المناهضة، ليس لحقوقهم الطبيعية ولكن المناهضة لتسلطهم وطغيانهم: كبت هذه الاصوات او التشويش والتعتيم عليها بتهمة (معاداة السامية) سواء كانت اصوات باحثين او اعلاميين او سياسيين او فنانين او مثقفين.
3- استخدام (قوة) الولايات المتحدة ووزنها وثقلها في قهر خصومهم (أي خصوم الصهيونيين).. ولهؤلاء الصهاينة الغلاة المتطرفين استراتيجيتهم الماكرة جدا في ذلك، فهم يعمدون الى خلط اجندتهم الخاصة (التي لم يطلع عليها الشعب الامريكي، ولم يستشر فيها) بالاجندة الامريكية. ومن خلال هذا الخلط المتعمد وغير الامين يستخدمون أسلوب الغش والتدليس، بمعنى أنهم يكلفون مراكز البحث الخاضعة لهم او المتأثرة بهم لكي تنتج دراسات استراتيجية تؤكد على (وحدة العداء) للولايات المتحدة والصهيونية. فمن يعادي الصهيونية يعادي ـ بالضرورة ـ الولايات المتحدة، وبمقتضى هذه الدراسات (!!) ينادون بـ(وحدة المواجهة): ان تتحالف امريكا والصهيونية لمواجهة العدو المشترك.
وبهذا يستخدمون قوة الولايات المتحدة، في ضرب خصوم الصهيونية.. وهم كاذبون في ذلك يقينا، فالذي يعادي الصهيونية ليس لازماً أن يعادي امريكا : الشعب والامة والحضارة.. فلهذا التلازم شروط من بينها: أن تكون الصهيونية هي (الممثل الشرعي والوحيد) للأمة الامريكية، وهذا لن يتأتى ـ ديمقراطيا ـ إلا ثمرة لاستفتاء شعبي عام تكون نتيجته: ان يقول الشعب الامريكي او معظمه: نعم: ان الصهيونية هي ممثلنا الشرعي والوحيد على المستوى القومي، وعبر العالم. وهذا ما كان، ولن يكون لأن الامة الامريكية اوعى وانضج وأكثر اعتزاز بذاتها من أن تجعل مصائرها بين يدي منظمة ولاؤها الاول ليس للولايات المتحدة بل لدولة اجنبية هي اسرائيل.. صحيح ان الصهيونية استطاعت ان تتحالف مع فريق من الامريكيين وتربط اجندتها الخاصة بأجندتهم الخاصة. بيد ان هؤلاء لا يمثلون الولايات المتحدة في مجموعها الكلي. فهم: إما ساذجون.. وإما انهم يضحون بمصالح بلادهم في سبيل مصالحهم الذاتية.. واما انهم متواطئون تواطؤا يخضع اصحابه لعقاب أليم نص عليه الدستور الامريكي.
الباقي هنا:
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...article=186242
التعليق: لا شك أن إسرائيل هي أكبر عدو لأمريكا، لكن أيضا اليهود غير الصهيونيين هم عدو لأمريكا ولكل العالم لأنهم يخططون للسيرة على العالم، لكن من الجيد إستغلال الخلافات بينهم حول الصهيونية، مع الوعي التام أن اليهود غير الصهاينة هم أيضا أشد خطرا على المدى البعيد، وهذا ما يغفله الموضوع المنقول وأغلب الموضوعات التي تتحدث عن ذلك، بل وبعضها يعتبر اليهود المعادين للصهيونية أناسا رائعين، وهذه نظرة مخالفة للواقع وللتاريخ ولما أخبرنا به القرآن عن صفات اليهود.