القرآن الكريم كلام الله. والكون كله من خلق الله, ولا يشك مؤمن في التطابق التام بين كلام الله تعالى وبين حقائق هذا الكون ونظامه.
ولا ريب أن المؤمن حين يقرأ اكتشافا علميا جديدا أثبته العلماء بالبرهان القاطع ثم يد ذلك مذكورا في القراء أو ما يوافقه فغنه يشعر بزيادة الطمأنينة القلبية كالتي طلبها إبراهيم عليه السلام وبفرح وسرور كفرح الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث الجساسه.
لكن هذه المقارنة أو التوفيق بين النص القرآني الكريم والاكتشاف العلمي الجديد ينبغي أن تكون له ضوابطه وأن تكون له موازينه. ولهذا وقع الاختلاف بين العلماء للقرآن الكريم بين مؤيد ومعارض.
المراد به:
يراد بالتفسير العلمي: ((اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم ومكتشفات العلم التجريبي والربط بينهما بوجه من الوجوه )) وهذا تعريفه بما هو عليه, أما تعريفه بما ينبغي أن يكون عليه فهو: (( كشف الصلة بين النصوص القرآنية وحقائق العلم التجريبي))
والفرق بينهما أن في الأول خلطا بين النظريات والحقائق بحيث تجد كثيرا من المفسرين يفسرون القرآن بهما من غير تحقيق , وما ينبغي أن يكون هو التمييز بين النظريات والحقائق والاقتصار على الثانية دون الأولى في تفسير القرآن.
والآن سوف أريكم بعضا من نماذج الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
اللون الأخضر في القرآن
ما أكثر ما يرد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي ،فنجد في سورة الرحمن : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) (الرحمن:76)
و قال تعالى عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً) (الإنسان:21) .
. (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) (الرحمن:54)
يقول أحد علماء النفس و هو أردتشام : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور و قد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر بالحرارة أو البرودة ،و بالسرور أو الكآبة ، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .
و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ، أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الحمر الذي يشعره بالدفء ووصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .
لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات . ومن الطريف أن نذكر هنا تلك التجربة التي تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار لأن اغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان كما أن طول موجته وسطي فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .
تغير اللون مع شدة الحرارة
عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ )رواه الترمذي أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ 2516و رجاله ثقات
يفصل لنا الحديث كيف يتغير لون الإشعاع مع اشتداد الحرارة من الحمر إلى الأبيض ثم إلى الأسود .
لو أتينا بقطعة حديد ،أو أي شيء آخر ، و سخناه تسخيناً كافياً فإنه يحمر ، فإذا زدنا التسخين و رفعنا حرارته أكثر فإنه يغدوا أبيض سيالاً ، و إذا زدنا التسخين أيضاً و رفعنا حرارته أضعافاً نر الإشعاع أخذ يميل إلى اللون الداكن ثم يتبخر ، و إذا استطعنا أن نحتفظ بالأبخرة في مكان محصور ثم رفعنا حرارتها فإنها تسود ثم تسود . و كلما ارتفعت الحرارة كلما زاد الاسوداد .
العين ومجالها المحدود
﴿ فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ﴾ 38/69 الحاقة .
هناك أشياء كثيرة لا يبصرها الإنسان وإن كانت أمامه ، ذلك لأن إبصار الإنسان محصور بمجال محدد للألوان فهو لا يرى بعد طرفي المجال بعينيه، وطرفي المجال محدود بالبنفسجي والأحمر.
فلإنسان لا يرى اللون فوق البنفسجي ولا تحت الأحمر وما يتلو هذين اللونين من ألوان.
﴿ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ﴾
فهناك ألوان مرئية وأخرى غير مرئية
في شبكية العين عشر طبقات ، في أخراها مئة وأربعون مليون مستقبل للضوء ، ما بين مخروط وعصية ، ويخرج من العين إلى الدماغ عصب بصري ، يحوي خمسمائة ألف ليف عصبي ، ولو درجنا اللون الأخضر ، مثلاًً ، ثمانمائة ألف درجة ، لاستطاعت العين السليمة ، أن تميز بين درجتين ، أليست هذه معجزة !
ولا ريب أن المؤمن حين يقرأ اكتشافا علميا جديدا أثبته العلماء بالبرهان القاطع ثم يد ذلك مذكورا في القراء أو ما يوافقه فغنه يشعر بزيادة الطمأنينة القلبية كالتي طلبها إبراهيم عليه السلام وبفرح وسرور كفرح الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث الجساسه.
لكن هذه المقارنة أو التوفيق بين النص القرآني الكريم والاكتشاف العلمي الجديد ينبغي أن تكون له ضوابطه وأن تكون له موازينه. ولهذا وقع الاختلاف بين العلماء للقرآن الكريم بين مؤيد ومعارض.
المراد به:
يراد بالتفسير العلمي: ((اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم ومكتشفات العلم التجريبي والربط بينهما بوجه من الوجوه )) وهذا تعريفه بما هو عليه, أما تعريفه بما ينبغي أن يكون عليه فهو: (( كشف الصلة بين النصوص القرآنية وحقائق العلم التجريبي))
والفرق بينهما أن في الأول خلطا بين النظريات والحقائق بحيث تجد كثيرا من المفسرين يفسرون القرآن بهما من غير تحقيق , وما ينبغي أن يكون هو التمييز بين النظريات والحقائق والاقتصار على الثانية دون الأولى في تفسير القرآن.
والآن سوف أريكم بعضا من نماذج الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
اللون الأخضر في القرآن
ما أكثر ما يرد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي ،فنجد في سورة الرحمن : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) (الرحمن:76)
و قال تعالى عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً) (الإنسان:21) .
. (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) (الرحمن:54)
يقول أحد علماء النفس و هو أردتشام : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور و قد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر بالحرارة أو البرودة ،و بالسرور أو الكآبة ، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .
و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ، أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الحمر الذي يشعره بالدفء ووصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .
لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات . ومن الطريف أن نذكر هنا تلك التجربة التي تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار لأن اغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان كما أن طول موجته وسطي فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .
تغير اللون مع شدة الحرارة
عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ )رواه الترمذي أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ 2516و رجاله ثقات
يفصل لنا الحديث كيف يتغير لون الإشعاع مع اشتداد الحرارة من الحمر إلى الأبيض ثم إلى الأسود .
لو أتينا بقطعة حديد ،أو أي شيء آخر ، و سخناه تسخيناً كافياً فإنه يحمر ، فإذا زدنا التسخين و رفعنا حرارته أكثر فإنه يغدوا أبيض سيالاً ، و إذا زدنا التسخين أيضاً و رفعنا حرارته أضعافاً نر الإشعاع أخذ يميل إلى اللون الداكن ثم يتبخر ، و إذا استطعنا أن نحتفظ بالأبخرة في مكان محصور ثم رفعنا حرارتها فإنها تسود ثم تسود . و كلما ارتفعت الحرارة كلما زاد الاسوداد .
العين ومجالها المحدود
﴿ فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ﴾ 38/69 الحاقة .
هناك أشياء كثيرة لا يبصرها الإنسان وإن كانت أمامه ، ذلك لأن إبصار الإنسان محصور بمجال محدد للألوان فهو لا يرى بعد طرفي المجال بعينيه، وطرفي المجال محدود بالبنفسجي والأحمر.
فلإنسان لا يرى اللون فوق البنفسجي ولا تحت الأحمر وما يتلو هذين اللونين من ألوان.
﴿ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ﴾
فهناك ألوان مرئية وأخرى غير مرئية
في شبكية العين عشر طبقات ، في أخراها مئة وأربعون مليون مستقبل للضوء ، ما بين مخروط وعصية ، ويخرج من العين إلى الدماغ عصب بصري ، يحوي خمسمائة ألف ليف عصبي ، ولو درجنا اللون الأخضر ، مثلاًً ، ثمانمائة ألف درجة ، لاستطاعت العين السليمة ، أن تميز بين درجتين ، أليست هذه معجزة !