زوجة عاقة
أ. مجاهد ديرانية
السؤال:
السلام عليكم ورحْمة الله،
اسمحوا لي بداية أن أحيِّيكم على هذا الموقِع الطيِّب، بارك الله فيكم ونفع بكم.
أريد أن أسرد عليكم مشكلتي الَّتي قرَّرت أن أرسلها إليكم؛ لعلي أجِد لديْكم النّصح والإفادة.
أنا متزوّج منذ أربع سنوات، ولديَّ طفل، ومنذ زواجنا وعلاقة زوجتِي بأمّي ليست على ما يرام؛ فأمّي في نظر زوجتِي دائمًا متّهمة ودخيلة عليْنا، وتقتحِم حياتَنا، علمًا بأنَّ أمّي ليستْ هكذا أبدًا؛ فهي امرأة مسالمة، ولا أقول هذا لأنَّها أمّي، ولم يَحدث يومًا أن تدخَّلَتْ بِحياتنا.
حاولتُ قدْر الإمكان أن أبعِدَهما، وأن أبرَّ أمي في الوقت نفسه؛ تَجنُّبًا للمشاكل الدَّائمة الَّتي تفتعِلُها زوجتي - سامَحها الله - وبعد فترة رُزِقْت بعملٍ في المملكة فسافرتُ، وبعد سنة لحِقت بي زوْجتي وعِشْنا هناك فترة.
ثمَّ حدَّثتني أمي برغبتِها في أداء العمرة، فلم أشأ أن أخيّب أمل أمي، وبالفعْل جاءت لتؤدِّي العمرة، وقرَّرت أن تبقَي معنا عشرة أيَّام، أعلنت خِلالَها زوْجتي حالة الطَّوارئ، وأظْهرت استِياء شديدًا من وجود أمّي لديْنا؛ متعللة بضيق السَّكن.
وفي أحد الأيَّام لدى عودتي من العمل في ساعة متأخِّرة لم أجد أمي بالمنزِل، بل وجدتُها لدى جيرانِنا وهي تبْكي، وعندما حاولتُ أن أستفهِم الأمر منهَا تكلَّمتْ بصعوبة شديدة وقالت لي: إنَّ زوجتَك نهرتْني حين طلبتُ منها كوبًا من الحليب الدَّافئ قبل النَّوم، وقالت لها: إنَّها قد تعِبت وكلَّت من وجودِها الذي لم يعُد له مبرِّر، وأنَّه آن لها أن ترْحَل، وأسمعَتْها الكثير من الكلام الجارِح الَّذي لا يَحتمِله إنسان فضلاً عن كونِها أمًّا.
وحين واجهتُ زوْجتي بما فعلتْ لَم تُنْكِر بل أخبرتْني أنَّها لم تعُد تَحتمِل وجود أمِّي، ويكْفيها ما تَحتمِله من خدْمتي وابني، وأنَّ أمي قد أثقلتْ عليْنا بعشرة أيَّام وكأنَّها عشر سنوات.
لا أدري ماذا أفعل معها ونحن لسْنا في بلدنا، وبالوقت نفسه يؤْلِمني ما حدث لأمِّي كثيرًا، وأشعر بنفورٍ شديد تِجاه زوْجتي، لكنَّني بالوقت نفسِه لَم أستطِع أن أتَّخذ موقفًا معيَّنًا.
خبِّروني بالله عليْكم، كيف أستردُّ كرامة أمّي دون أن أظلم زوْجتي، التي أعلم أنَّه من حقّها أن تَحيا حرَّة في بيتِها ودون قيودٍ، ودون أن أزيد أعباءها؟
كيف أبرُّ أمّي دون الإخلال بِحقّ زوجتِي؟ لا أريد أن أظلم أيًّا من الطَّرفين.
أرْجو الرَّدَّ سريعًا وإفادتي، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
يؤسفني أن أنبئك بخبر لن تحب سماعه: لا يبدو أن زوجتك ذات جوهر طيب.
دعني أخبرك أولاً بما أعنيه بالجوهر. إن كثيراً من المتدينين ينظرون - إذا أرادوا الزواج - إلى ظاهر المرأة التي يخطبون؛ حجابها وصلاتها وسائر أشكال عبادتها، وهذا كله هو "المظهر"، ويغفلون عن "الجوهر" الذي هو خوف الله وتقواه.
النبي صلى الله عليه وسلم وضّحَ ذلك بعبارة جامعة مانعة، لمّا سأله أصحابه: أي الناس أكرم؟ فقال: "أتقاهم لله"، ثم بماذا أجاب لما كرروا السؤال وقالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: "فعن معادن العرب تسألونني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فَقِهوا". قال النووي في شرحه على مسلم: "معناه أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا فهم خيار الناس". وقال ابن حجر في الفتح: "شبَّهَهم بالمعادن لكونهم أوعيةَ الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر".
هذا ما أقصده بحديثي عن "الجوهر". هو "المعدن" الذي منه يتألف الإنسان؛ فلا تغرنَّك صلاة المرء في الصف الأول مع الجماعة إذا وجدته يظلم أو يأكل الحقوق، فإنه من معدن سيئ، ولا تغرنّك المرأة حسنة الحجاب سابغة الجلباب كثيرة القيام والصيام إذا كانت تؤذي الناس، فإنها من معدن سيئ كذلك... ومثل هذا وهذه لا نجاح لهما في الآخرة ولو جاءا بقناطير من الصلاة والصيام، ولن أستقصي ما ورد في هذا المقام من أحاديث فهي كثيرة.
بالطبع أنا أحكم في ضوء ما سمعت، وقد أزلتَ أنت أيَّ التباس بقولك إن زوجتك لم تستحِ منك ولم تلجأ إلى المجاملة والتهرب من الحادثة، بل واجهتك بالجهر والصراحة الكاملة بقولها إنها "لم تعد تحتمل وجود أمك"، وقولها إنها "تعبت من خدمتك أنت وابنك"! ومن هو ابنك؟ هل هو ابن الزوجة الثانية أم ابن الجارية؟ إنما هو ابنها كما هو ابنك، والأم لا تَمُنّ على ابنها أنْ خدمته واعتنت به، ابنها الذي لمّا يبلغ الثالثة أو الرابعة كما يبدو من السؤال. لا، لا تصنع ذلك بطفلها أمٌّ حَنون، ولا تصنع مثلَه بزوجها زوجةٌ صالحة.
ربما بدا لقارئ هذا الجواب أنني أقسو بالحكم على هذه المرأة، لكنني إنما أحكم بما سمعته عنها وبما نطقت به بلسانها (إن كانت نطقت به حقاً). هذا هو أصل المشكلة برأيي، فماذا تصنع لحلّها؟
أنت نفسك اهتديت إلى الحل الأمثل: الفصل بينهما، فقلت إنك "حاولت الفصل بينهما قدر الإمكان". هذا هو الحل الوقائي؛ فقلِّل ما استطعت من فُرَص اللقاء بين أمك وزوجتك. احرص على أن تبَرَّ أمَّك في علاقتك الخاصة بها، وتجنب إدخالها إلى بيتك ولقاءها بزوجتك ما أمكنك. أهذه حياة طبيعية؟ بالطبع ليست كذلك، لكنك تحتمل السيئ لتتجنب الأسوأ.
مع ذلك لا تيأس، واجمع مع "الوقاية" شيئاً من "العلاج": استمر في نصح زوجتك بالأسلوب الحسن وبالكلام الطيب، وذكِّرْها بالله وبما ادَّخَره من ثواب للمحسنين. ولعل أفضل مدخل يمكنك الدخول منه هو ابنك نفسه، فهو سيشبّ عما قريب وسوف يأتي اليوم الذي يتزوج فيه، فهل تحب أن تعاملها زوجته بالأسلوب ذاته؟
الناس لا يدركون من الأمور ما حجبه الزمن أو غطّاه الغيب، لذلك تراهم يزهدون بما في الآخرة من نعيم عظيم ويستخفّون بما فيها من عذاب مقيم، لماذا؟ لأن ذلك كله محجوب بالغيب ومفصول عنهم بالزمن الطويل. لكن المستقبل يأتي دائماً. قبل سنوات معدودة كانت هي نفسها طفلة صغيرة، وما أسرعَ ما مضت السنون وصارت زوجة وأماً، فلتتأمل كيف تُطوى أيامُ الحياة، ولتثق أن الآتي غيرُ بعيد.
ثم اجتهد في جمع قصص عن مصائر العاقّين آباءَهم وأمهاتهم والعاقّات، ما أسرع ما دانهم الديّان في الحياة قبل الممات. وصدقني: ما رأيت قط جريمة هي أسرع قصاصاً من العقوق، وإنّ أعظم الجرائم والجنايات ليؤجَّل حسابُها إلى يوم الحساب، إلا العقوق، يجد العاقُّ جزاءه في حياته قبل مماته.
أخيراً لابد من كلمة عن الأولاد: أنت ستتَّقي المواجهة وسوف تتجنب اجتماع أمك بزوجتك وقايةً من المشكلات، وهذا الأسلوب لا يحل المشكلة ولكنه يدور من حولها، ولعلك تستطيع تطبيقه على المدى الطويل بأقل الخسائر، على ما فيه من ألم وعناء. أما الأولاد فأمرهم مختلف: عليك أن توثّق صلتَهم بأمك -جدّتهم- وأن تحرص على اصطحابهم معك في زياراتك المتكررة لها، كلها أو جُلّها، ولا تسمَحْ أبداً بأن تتسلل إلى قلوبهم نفرة من أمك أو إلى عقولهم شكوك أو أفكار سيئة عنها، وهذا كله متوقَّع من شخصية ذات معدن سيئ كزوجتك، وهو الأمر الذي حاولت توضيحه في مطلع جوابي.
أعانك الله على حياة لن تكون سهلة، وأصلح الله لك زوجتك.
موقع الألوكة
منقول
أ. مجاهد ديرانية
السؤال:
السلام عليكم ورحْمة الله،
اسمحوا لي بداية أن أحيِّيكم على هذا الموقِع الطيِّب، بارك الله فيكم ونفع بكم.
أريد أن أسرد عليكم مشكلتي الَّتي قرَّرت أن أرسلها إليكم؛ لعلي أجِد لديْكم النّصح والإفادة.
أنا متزوّج منذ أربع سنوات، ولديَّ طفل، ومنذ زواجنا وعلاقة زوجتِي بأمّي ليست على ما يرام؛ فأمّي في نظر زوجتِي دائمًا متّهمة ودخيلة عليْنا، وتقتحِم حياتَنا، علمًا بأنَّ أمّي ليستْ هكذا أبدًا؛ فهي امرأة مسالمة، ولا أقول هذا لأنَّها أمّي، ولم يَحدث يومًا أن تدخَّلَتْ بِحياتنا.
حاولتُ قدْر الإمكان أن أبعِدَهما، وأن أبرَّ أمي في الوقت نفسه؛ تَجنُّبًا للمشاكل الدَّائمة الَّتي تفتعِلُها زوجتي - سامَحها الله - وبعد فترة رُزِقْت بعملٍ في المملكة فسافرتُ، وبعد سنة لحِقت بي زوْجتي وعِشْنا هناك فترة.
ثمَّ حدَّثتني أمي برغبتِها في أداء العمرة، فلم أشأ أن أخيّب أمل أمي، وبالفعْل جاءت لتؤدِّي العمرة، وقرَّرت أن تبقَي معنا عشرة أيَّام، أعلنت خِلالَها زوْجتي حالة الطَّوارئ، وأظْهرت استِياء شديدًا من وجود أمّي لديْنا؛ متعللة بضيق السَّكن.
وفي أحد الأيَّام لدى عودتي من العمل في ساعة متأخِّرة لم أجد أمي بالمنزِل، بل وجدتُها لدى جيرانِنا وهي تبْكي، وعندما حاولتُ أن أستفهِم الأمر منهَا تكلَّمتْ بصعوبة شديدة وقالت لي: إنَّ زوجتَك نهرتْني حين طلبتُ منها كوبًا من الحليب الدَّافئ قبل النَّوم، وقالت لها: إنَّها قد تعِبت وكلَّت من وجودِها الذي لم يعُد له مبرِّر، وأنَّه آن لها أن ترْحَل، وأسمعَتْها الكثير من الكلام الجارِح الَّذي لا يَحتمِله إنسان فضلاً عن كونِها أمًّا.
وحين واجهتُ زوْجتي بما فعلتْ لَم تُنْكِر بل أخبرتْني أنَّها لم تعُد تَحتمِل وجود أمِّي، ويكْفيها ما تَحتمِله من خدْمتي وابني، وأنَّ أمي قد أثقلتْ عليْنا بعشرة أيَّام وكأنَّها عشر سنوات.
لا أدري ماذا أفعل معها ونحن لسْنا في بلدنا، وبالوقت نفسه يؤْلِمني ما حدث لأمِّي كثيرًا، وأشعر بنفورٍ شديد تِجاه زوْجتي، لكنَّني بالوقت نفسِه لَم أستطِع أن أتَّخذ موقفًا معيَّنًا.
خبِّروني بالله عليْكم، كيف أستردُّ كرامة أمّي دون أن أظلم زوْجتي، التي أعلم أنَّه من حقّها أن تَحيا حرَّة في بيتِها ودون قيودٍ، ودون أن أزيد أعباءها؟
كيف أبرُّ أمّي دون الإخلال بِحقّ زوجتِي؟ لا أريد أن أظلم أيًّا من الطَّرفين.
أرْجو الرَّدَّ سريعًا وإفادتي، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
يؤسفني أن أنبئك بخبر لن تحب سماعه: لا يبدو أن زوجتك ذات جوهر طيب.
دعني أخبرك أولاً بما أعنيه بالجوهر. إن كثيراً من المتدينين ينظرون - إذا أرادوا الزواج - إلى ظاهر المرأة التي يخطبون؛ حجابها وصلاتها وسائر أشكال عبادتها، وهذا كله هو "المظهر"، ويغفلون عن "الجوهر" الذي هو خوف الله وتقواه.
النبي صلى الله عليه وسلم وضّحَ ذلك بعبارة جامعة مانعة، لمّا سأله أصحابه: أي الناس أكرم؟ فقال: "أتقاهم لله"، ثم بماذا أجاب لما كرروا السؤال وقالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: "فعن معادن العرب تسألونني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فَقِهوا". قال النووي في شرحه على مسلم: "معناه أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا فهم خيار الناس". وقال ابن حجر في الفتح: "شبَّهَهم بالمعادن لكونهم أوعيةَ الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر".
هذا ما أقصده بحديثي عن "الجوهر". هو "المعدن" الذي منه يتألف الإنسان؛ فلا تغرنَّك صلاة المرء في الصف الأول مع الجماعة إذا وجدته يظلم أو يأكل الحقوق، فإنه من معدن سيئ، ولا تغرنّك المرأة حسنة الحجاب سابغة الجلباب كثيرة القيام والصيام إذا كانت تؤذي الناس، فإنها من معدن سيئ كذلك... ومثل هذا وهذه لا نجاح لهما في الآخرة ولو جاءا بقناطير من الصلاة والصيام، ولن أستقصي ما ورد في هذا المقام من أحاديث فهي كثيرة.
بالطبع أنا أحكم في ضوء ما سمعت، وقد أزلتَ أنت أيَّ التباس بقولك إن زوجتك لم تستحِ منك ولم تلجأ إلى المجاملة والتهرب من الحادثة، بل واجهتك بالجهر والصراحة الكاملة بقولها إنها "لم تعد تحتمل وجود أمك"، وقولها إنها "تعبت من خدمتك أنت وابنك"! ومن هو ابنك؟ هل هو ابن الزوجة الثانية أم ابن الجارية؟ إنما هو ابنها كما هو ابنك، والأم لا تَمُنّ على ابنها أنْ خدمته واعتنت به، ابنها الذي لمّا يبلغ الثالثة أو الرابعة كما يبدو من السؤال. لا، لا تصنع ذلك بطفلها أمٌّ حَنون، ولا تصنع مثلَه بزوجها زوجةٌ صالحة.
ربما بدا لقارئ هذا الجواب أنني أقسو بالحكم على هذه المرأة، لكنني إنما أحكم بما سمعته عنها وبما نطقت به بلسانها (إن كانت نطقت به حقاً). هذا هو أصل المشكلة برأيي، فماذا تصنع لحلّها؟
أنت نفسك اهتديت إلى الحل الأمثل: الفصل بينهما، فقلت إنك "حاولت الفصل بينهما قدر الإمكان". هذا هو الحل الوقائي؛ فقلِّل ما استطعت من فُرَص اللقاء بين أمك وزوجتك. احرص على أن تبَرَّ أمَّك في علاقتك الخاصة بها، وتجنب إدخالها إلى بيتك ولقاءها بزوجتك ما أمكنك. أهذه حياة طبيعية؟ بالطبع ليست كذلك، لكنك تحتمل السيئ لتتجنب الأسوأ.
مع ذلك لا تيأس، واجمع مع "الوقاية" شيئاً من "العلاج": استمر في نصح زوجتك بالأسلوب الحسن وبالكلام الطيب، وذكِّرْها بالله وبما ادَّخَره من ثواب للمحسنين. ولعل أفضل مدخل يمكنك الدخول منه هو ابنك نفسه، فهو سيشبّ عما قريب وسوف يأتي اليوم الذي يتزوج فيه، فهل تحب أن تعاملها زوجته بالأسلوب ذاته؟
الناس لا يدركون من الأمور ما حجبه الزمن أو غطّاه الغيب، لذلك تراهم يزهدون بما في الآخرة من نعيم عظيم ويستخفّون بما فيها من عذاب مقيم، لماذا؟ لأن ذلك كله محجوب بالغيب ومفصول عنهم بالزمن الطويل. لكن المستقبل يأتي دائماً. قبل سنوات معدودة كانت هي نفسها طفلة صغيرة، وما أسرعَ ما مضت السنون وصارت زوجة وأماً، فلتتأمل كيف تُطوى أيامُ الحياة، ولتثق أن الآتي غيرُ بعيد.
ثم اجتهد في جمع قصص عن مصائر العاقّين آباءَهم وأمهاتهم والعاقّات، ما أسرع ما دانهم الديّان في الحياة قبل الممات. وصدقني: ما رأيت قط جريمة هي أسرع قصاصاً من العقوق، وإنّ أعظم الجرائم والجنايات ليؤجَّل حسابُها إلى يوم الحساب، إلا العقوق، يجد العاقُّ جزاءه في حياته قبل مماته.
أخيراً لابد من كلمة عن الأولاد: أنت ستتَّقي المواجهة وسوف تتجنب اجتماع أمك بزوجتك وقايةً من المشكلات، وهذا الأسلوب لا يحل المشكلة ولكنه يدور من حولها، ولعلك تستطيع تطبيقه على المدى الطويل بأقل الخسائر، على ما فيه من ألم وعناء. أما الأولاد فأمرهم مختلف: عليك أن توثّق صلتَهم بأمك -جدّتهم- وأن تحرص على اصطحابهم معك في زياراتك المتكررة لها، كلها أو جُلّها، ولا تسمَحْ أبداً بأن تتسلل إلى قلوبهم نفرة من أمك أو إلى عقولهم شكوك أو أفكار سيئة عنها، وهذا كله متوقَّع من شخصية ذات معدن سيئ كزوجتك، وهو الأمر الذي حاولت توضيحه في مطلع جوابي.
أعانك الله على حياة لن تكون سهلة، وأصلح الله لك زوجتك.
موقع الألوكة
منقول