هناك شبه إجماع بين الأطباء والمتخصصين في مجال أبحاث
الطفولة سواء المتخصصين في مجال البحث الاجتماعي أو
الطبي والصحي أو النفسي أو التربوي على ألا تزيد فترة
مشاهدة الطفل أو اللعب على الكمبيوتر أكثر من ساعة يوميًّا؛
وذلك لما لهما من أضرار جسيمة خطيرة على كل من:
-
النظر حيث التعرض لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية تؤدي إ
لى ضعف شديد في النظر.
-
وعن تأثيره على المخ أكدت الأبحاث أن مشاهدة التلفاز لفترة
طويلة يضر بالدوائر الكهربائية بالدماغ ويؤدي إلى إفراز مواد
كيمائية جديدة وخطيرة فيه، ووجد العلماء أن الإشعاع المنبعث
من التلفاز يزيد من نشاط النصف الأيمن من الدماغ على
حساب النصف الأيسر، الأمر الذي يؤدي إلى تشويش الطفل
وإضعاف انتباهه وتركيزه ومستوى احتماله، ويجعله عرضة
للإحباط والكآبة، كما يسبب تراجعًا ملحوظًا في ذاكرته
وقدرته على التحليل والسيطرة على عواطفه، وأشار العلماء إلى
أن التحول من المنطقة اليسرى إلى المنطقة اليمنى في الدماغ
يطلق مجموعة من الأفيونات العادية في الجسم التي تشبه في
تركيبها الأفيون الطبيعي ومشتقاته من المواد المخدرة، وهو ما
يؤدي إلى إحداث تلف في الدماغ.
كما أن الاستثارة الزائدة للمخ الصغير في بعض برامج التلفاز أو
الكمبيوتر مثل الرسوم المتحركة ومواد الفيديو الخاطفة سريعة
الإيقاع والصاخبة ترهق خلايا المخ وتعيق النمو السوي
للتشابكات بينها، والمشكلة أن مثل هذه البرامج تعيق استفادة
المخ بالمؤثرات ذات الإيقاع العادي في باقي نشاطات الحياة.
- على المستوى العام للصحة أثبتت الدراسات أن كثيرًا من
الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز (لمدة ساعتين فأكثر)
يتعرضون للإصابة بالكوليسترول، والإدمان على التدخين،
وتدني في القوة البدنية، إضافة إلى السمنة الزائدة.
- هذا فضلاً على الأضرار النفسية والاجتماعية فقد أثبتت
الدراسات أن الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز أو
اللعب على الكمبيوتر يتميزون بالعنف والأنانية، فضلاً عن
الإعاقة العقلية والاجتماعية، والسرعة الشديدة لاستجابة
الألعاب على الكمبيوتر تجعله يتعرض إلى الوحدة والفراغ
النفسي، وعرضة للكآبة والإحباط كما سبق.
- وأما عن الفساد الخلقي والديني فحدثي ولا حرج فنلمسه في
كل بيت من بيوتنا في ألفاظ وملابس وسلوكيات أبنائنا، بل
يتعدى تأثيره إلى الكبار أيضًا.
,للتقليل من أضراره على الابناء،اليك هذه الخطة:-
- عليك باستثمار طاقات أطفالك في نشاطات مختلفة خاصة في
فترة الإجازة الصيفية، ولدينا العديد من الأماكن التي تستوعب
هذه الطاقة على رأسها الأندية الرياضية أو بيوت الشباب التي
تفتح أبوابها للأنشطة الرياضية المختلفة لجميع الأعمار، وحتى
المدارس أصبحت تفتح أبوابها في الصيف لممارسة العديد من
الأنشطة أو في المساجد التي تنظم أنشطة أخرى إلى جانب
حفظ القرآن الكريم.