رابعا :
القراء
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي
نعم الليثي ، مولاهم المدني . واختلف في كنيته ، فقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل :
أبو رويم ، وقيل : أبو الحسن ، أحد القراء السبعة الأعلام ، كان ـ رحمه الله ـ رجلا
أسود اللون حالكا ، عالما بوجوه القراءات والعربية ، متمسكا بالآثار ، فصيحا ورعا ،
إماما للناس في القراءات بالمدينة ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه
بعد التابعين ، أقرأ أكثر من سبعين سنة .
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس
يقول : ( قراءة أهل المدينة سنة ) قيل : ( قـراءة نافـع ؟ ) قال : ( نعم ) .
كان
ثقة صالحا ، فيه دعابة ، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من التابعين فكان مع علمه بوجوه
القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده .
وأول راويي نافع هو : أبو موسى
عيسى قالون وهو بالرومية ( جيد ) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي
الرقي مولى الزهري ، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا ، وكان إمام المدينة
ونحويها ، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرأ عليه القرآن يسمعه ، وقال : ( قرأت على
نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه ) وقال : قال لي نافع : ( كم تقرأ علي ؟ اجلس على
إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك ) .
وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد
الذي لقبه نافع ( بورش ) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري ، كان رأسا ثم رحل
إلى المدينة ليقرأ على نافع ، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة ،
فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في
العربية ومعرفته في التجويد ، وكان حسن الصوت ، قال يونس بن عبد الأعلى : ( كان ورش
جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمل سامعه )
توفي نافع سنة ( 169 هـ ) تسع وستين ومائة على الصحيح ، ومولده سنة ( 70 هـ )
سبعين
وتوفي قالون سنة ( 220 هـ ) عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة ( 120
هـ ) مائة وعشرين .
وتوفي ورش بمصر سنة ( 197 هـ ) سبع وتسعين ومائة وولد بها
في الوجه القبلي من أرض الصعيد سنة ( 120 هـ ) مائة وعشرين .
وقد نقلا القراءة
عن نافع مباشرة من غير واسطة ، وقد أقرأ نافع الناس دهرا طويلا نيفا عن سبعين سنة ،
وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة ، وصار الناس إليها ، وقال أبو عبيد : ( وإلى
نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه وبها تمسكوا بها إلى اليوم ) وقال ابن مجاهد : (
وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
نافع ) قال : ( وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده )
وقال سعيد بن منصور : ( سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة ) قيل له :
( قراءة نافع ؟ ) قال : ( نعم ) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي : أي
القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة ، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : قراءة
عاصم.
فقال علي بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا
أحمد بن هلال قال : قال لي الشيباني : قال رجل ممن قرأ على نافع : ( إن نافعا كان
إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك ) فقلت له : ( يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم
أتتطيب كلما قعدت تقرىء الناس ؟ ) قال : ( ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت
فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في
هذه الرائحة ) وقال المسيبي : قيل لنافع : ( ما أصبح وجهك وأحسن خلقك ؟ ) قال : (
فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن )
يعني في النوم .
وقال قالون : ( كان نافع من أطهر الناس خلقا ومن أحسن الناس
قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة ) وقال
الليث بن سعد : ( حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع )
وقال الأعشى : ( كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد
قراءتك ) وقال الأصمعي : ( قال لي نافع : تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا وقال
مالك لما سأله عن البسملة قال : ( سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله ونافـع إمام
الناس في القراءة )
قيل : لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه : ( أوصنا ) قال
: ( اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
مات
سنة ( 169 ) تسع وستين ومائة على الصحيح ومولده في حدود سنة ( 70 )
سبعين
*************
القراء
ترجمة الإمام
نافع
نافع
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي
نعم الليثي ، مولاهم المدني . واختلف في كنيته ، فقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل :
أبو رويم ، وقيل : أبو الحسن ، أحد القراء السبعة الأعلام ، كان ـ رحمه الله ـ رجلا
أسود اللون حالكا ، عالما بوجوه القراءات والعربية ، متمسكا بالآثار ، فصيحا ورعا ،
إماما للناس في القراءات بالمدينة ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه
بعد التابعين ، أقرأ أكثر من سبعين سنة .
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس
يقول : ( قراءة أهل المدينة سنة ) قيل : ( قـراءة نافـع ؟ ) قال : ( نعم ) .
كان
ثقة صالحا ، فيه دعابة ، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من التابعين فكان مع علمه بوجوه
القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده .
وأول راويي نافع هو : أبو موسى
عيسى قالون وهو بالرومية ( جيد ) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي
الرقي مولى الزهري ، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا ، وكان إمام المدينة
ونحويها ، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرأ عليه القرآن يسمعه ، وقال : ( قرأت على
نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه ) وقال : قال لي نافع : ( كم تقرأ علي ؟ اجلس على
إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك ) .
وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد
الذي لقبه نافع ( بورش ) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري ، كان رأسا ثم رحل
إلى المدينة ليقرأ على نافع ، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة ،
فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في
العربية ومعرفته في التجويد ، وكان حسن الصوت ، قال يونس بن عبد الأعلى : ( كان ورش
جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمل سامعه )
توفي نافع سنة ( 169 هـ ) تسع وستين ومائة على الصحيح ، ومولده سنة ( 70 هـ )
سبعين
وتوفي قالون سنة ( 220 هـ ) عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة ( 120
هـ ) مائة وعشرين .
وتوفي ورش بمصر سنة ( 197 هـ ) سبع وتسعين ومائة وولد بها
في الوجه القبلي من أرض الصعيد سنة ( 120 هـ ) مائة وعشرين .
وقد نقلا القراءة
عن نافع مباشرة من غير واسطة ، وقد أقرأ نافع الناس دهرا طويلا نيفا عن سبعين سنة ،
وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة ، وصار الناس إليها ، وقال أبو عبيد : ( وإلى
نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه وبها تمسكوا بها إلى اليوم ) وقال ابن مجاهد : (
وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
نافع ) قال : ( وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده )
وقال سعيد بن منصور : ( سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة ) قيل له :
( قراءة نافع ؟ ) قال : ( نعم ) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي : أي
القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة ، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : قراءة
عاصم.
فقال علي بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا
أحمد بن هلال قال : قال لي الشيباني : قال رجل ممن قرأ على نافع : ( إن نافعا كان
إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك ) فقلت له : ( يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم
أتتطيب كلما قعدت تقرىء الناس ؟ ) قال : ( ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت
فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في
هذه الرائحة ) وقال المسيبي : قيل لنافع : ( ما أصبح وجهك وأحسن خلقك ؟ ) قال : (
فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن )
يعني في النوم .
وقال قالون : ( كان نافع من أطهر الناس خلقا ومن أحسن الناس
قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة ) وقال
الليث بن سعد : ( حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع )
وقال الأعشى : ( كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد
قراءتك ) وقال الأصمعي : ( قال لي نافع : تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا وقال
مالك لما سأله عن البسملة قال : ( سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله ونافـع إمام
الناس في القراءة )
قيل : لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه : ( أوصنا ) قال
: ( اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
مات
سنة ( 169 ) تسع وستين ومائة على الصحيح ومولده في حدود سنة ( 70 )
سبعين
*************
__________________