Almoslemon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المسلمون لكل المسلمين

يا جماعة ياريت نزود من مشاركاتنا فى المنتدى سواء بمواضيع او بردود علشان نزود من رتبة المنتدى فى محركات البحث
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» بيان من حزب التحرير – سوريا إلى علماء المسلمين
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالخميس فبراير 16, 2012 6:25 pm من طرف محمد صالح

» أهلاً بالعضوة الجديدة مسلمة
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالإثنين مارس 21, 2011 1:06 am من طرف Mostafa.M

» لماذا نرسم الخرائط والشمال نحو الأعلى؟!
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:57 pm من طرف Mostafa.M

» قل نعم للتعديلات الدستورية
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:47 pm من طرف Mostafa.M

» الأمن الغذائي للمسلمين
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:42 pm من طرف Mostafa.M

» أردوغان...كفى...إرحمنا أرجوك!؟
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:41 pm من طرف Mostafa.M

» طوف وشوف فى اليمن الشقيق
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:39 pm من طرف Mostafa.M

»  تحقيق التوازن
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالسبت سبتمبر 11, 2010 5:48 pm من طرف Mostafa.M

» ساعة الأرض اقتربت!
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 3:14 pm من طرف elzedy83

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

تصويت
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 94 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو معمري بشير فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1527 مساهمة في هذا المنتدى في 716 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء

3 مشترك

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

بركة أم أيمن



بركة بنت ثعلبة أم أيمن

حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم


أم أيمن شخصية إسلامية لها مكانتها ومنزلتها العالية في قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم.

اسمها :

بركة بنت ثعلبه بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله r وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي r كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي "[1]. وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.

قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي r وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي r فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله r . وكان الرسول r قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه[2]. فحظي بها زيد بن حارثة.

وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي r. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي rوالوحي.

أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:

أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول r بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول الله r ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .

من إكرام الله لأم أيمن :
ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن ، أمست بالبصرة ، ودون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ، فما عطشت[3] .

لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء فدلي عليها من السماء ماء فرويت فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .

فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول r وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله r فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله r " هذه بقية أهل بيتي " !!.<![endif]>.[4]

وللنبي – r – وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .


وكانت حليمة أم النبي r من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه r من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .

كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول r للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .

فلما صلى رسول الله r بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به r . فقال: رسول الله r : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله r. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله r. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .

روايتها للحديث :

روت عن النبي r ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني [تهذيب التهذيب ج 12 ص 459 ].


أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم – الطاهرات:

يقول الله تعالى : { وأمهتكم التي أرضعنكم .. } ( النساء :23 ) ،وقال رسول الله r { أم أيمن أمي ، بعد أمي } ( الإصابة لابن حجر).

لقد اختار الله تعالى لنبيه محمد r أمهات طاهرات كريمات .. ذوات صل عريق .. وأنساب شريفة .. كان لكل واحدة منهن دور في رعايته r والعناية به إلى أن أصبح شابا سويا ..فمن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم : آمنة بنت وهب : وهي الأم الكبرى له r ... وكان لها شرف تكوين الله تعالى نبيه محمدا في رحمها الطاهر .. وحملها له إلى أن وضعته ، وقد واجهت في حملها لنبي الكثير حتى وضعته، وهذا من دلائل إقناعها بعظمة شأنة. وأما وحليمة السعدية : وهي الأم الثانية التي كان لها شرف إرضاعه r وتغذيته بلبنها .. ورعايته في طفولته . وكذلك ثويبة ، مولاة أبي لهب ، وهي أم النبي r بالرضاعة أيضا، أرضعته حين أعانت آمنة به. وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب ، وسألته أن يبيعها لها فامتنع ، فلما هاجر رسول الله أعتقها أبو لهب . وكان رسول الله r يبعث إليها بصلة ، وبكسوة ، حتى جاءه الخبر أنها ماتت سنة سبع ، للهجرة[5] .

من ذاكرة التاريخ: أبرز جوانب حياتها:

ـ كانت حاضنة رسول الله r ، ورثها رسول الله r من أمّه، ثم أعتقها، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه r بملاطفتها إياه.

ـ أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.

ـ زوّجها رسول الله r ، عبيداً الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، ولما مات زوجها، زوجها الرسول r زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة.

ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد .

ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .

ـ شهدت مع رسول الله r غزوتي خيبر وحنين.

وفاتها :
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة.

المصادر والمراجع:
خالد عبد الرحمن العك. صورة من حياة صحابيات الرسول r دار الألباب_لبنان _بيروت _ الضاحية. الطبعة الأولى (1409هـ _ 1989م)

يوسف بن عبدالله ، الاستيعاب في المعرفة الاصطحاب.. دائرة المعارف النظامية. الطبع الأولى. (1318هـ).

محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ،سير أعلام النبلاء. الجزء الثاني. مؤسسه إرساله. بيروت

أسد الغابة في المعرفة الصحابة. المجلد الخامس. دار إحياء التراث العربي. بيروت

ابن سعد، الطبقات الكبرى المجلد الثامن (1377هـ _ 1958م).دار بيروت.

موقع http://www.mawsoah.org/waha/shakhseat/makalat/1200 2.htm

موقع http://dorah.com/tarbya/shakhsyat_i...2yah/berkah. htm



--------------------------------------------------------------------------------

[1] - أخرجه ابن سعد 8\ 223، والحاكم 4ظ 63 من طريق الوقادي.

[2]- أخرجه ابن سعد 8\224 من طريق عبيد الله بن موسى عن فضل بن مرزوق. وتلطف: أي تتحفه وتكرمه وتبر به. ورجاله ثقاب لكنه منقطع.

[3] - الإصابة: لابن حجرج 12\178 عن ابن سعد، وقال ابن حجر : وأخرجه ابن السكن ، وفي روايته : أن هذا كانت لما هاجرت من مكة إلى المدينة ، هي ماشية ليس معها زاد.

[4] - الإصابة : لابن حجر، ( ج 12\177_ 178)

[5] - الإصابة : لابن حجرج 12ـ168- 169 وذكرها الحافظ الذهبي في تجريد أسماء الصحابة ج 2ـ253 ، ويقال : أسلمت


*************

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة




- عن عائشة قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن بريرة حين أعتقها ، واشترط أهلها الولاء ، فقال : ( ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ، من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن اشترط مائة شرط ، فشرط الله أحق وأوثق ) .

- وعن ابن عباس : أن زوج بريرة كان عبداً أسود ، يسمى مغيثاً ، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيها أربع قضيات : أن مواليها اشترطوا الولاء ، فقضى أن الولاء لمن أعتق ، وخيرت فاختارت نفسها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتد ، فكنت أراه يتبعها في سكك المدينة يعصر عينيه عليها .

- قال : وتصدق عليها بصدقة ، فأهدت منها إلى عائشة ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( هو عليها صدقة ، ولنا هدية ) .

- وعن ابن سيرين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيّر بريرة ، فكلمها فيه ، فقالت : يا رسول الله ، أشيء واجب ؟ قال : ( لا إنما أشفع له ) .

- وعن عكرمة قال : ذكر زوج بريرة عند ابن عباس ، فقال : ذاك مغيث عبد بني فلان ، قد رأيته يبكي خلفها ، يتبعها في الطريق .

- فأما الجارية التي في حديث الإفك التي سئلت عما تعلم عن عائشة فأخرى غير بريرة .

*********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

ثويبة مولاة أبي لهب


ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .

إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :

كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.

وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.[1]

وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية [2] ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة [3].

إكرام الرسول لثويبة :

ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت [4]. وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب [5]، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفاتها :

توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها .

عودة إلى نساء عربيات

[1] انظر السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون 1/138 ، وانظر كتاب ولأول مرة في تاريخ العالم وموقعه على الشبكة العالمية : http://www.alshirazi.com/compilatio...ee1/part1/1. htm

[2] السيرة الحلبية في سبرة الأمين المأمون ، 1/ 139 .

[3] المرجع : http://www.annajat.com/alnabi/melad/rzaa5.htm

[4] الأعلام ، للزركلي ، 2/ 102 .

[5] السيرة الحلبية في سبرة الأمين المأمون ،1/138.

*********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

جميلة بنت سعد بن الربيع


- نحن الآن مع سيرة صحابية جليلة استشهد أبوها في غزوة أحد ، وكانت أمها حاملاً بها ، ووضعتها بعد عدة أشهر من استشهاد والدها.

- إنها جميلة بنت سعد بن الربيع رضي الله عنهما ، والتي اشتهرت بكنيتها (أم سعد).

- نشأت رضي الله عنها يتيمة في حجر أبي بكر الصديق رضي الله عنه واقتبست من أخلاقه الكريمة ، ومن خصاله الحسان ما رفع مكانتها ، وطيب سيرتها

- وقد أنزل الله عزل وجل في شأن أم هذه الصحابية وأختيها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة ، ذلك أنه لما استشهد سعد بن الربيع في أحد ، جاء أخوه فأخذ ميراث سعد ، وكان لسعد بن الربيع بنتان ، وكان المسلمون يتوارثون على ما كان في الجاهلية ، لأن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث حتى استشهد سعد بن الربيع رضي الله عنه ، فلما أخذ عمهن الميراث كانت عمرة زوج سعد امرأة حازمة عاقلة صابرة ، فساءها ما صنع أخو زوجها ، وفزعت تشكو ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لينطق بحكم الله تعالى ولينقذها وابنتيها من ظلم الجاهلية.

- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، هاتان ابنتا سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك في يوم أحد شهيداً ، وإن عمهما أخذ ما لهما فلم يدع لهما مالاً ، ولا ينكحان إلا لهما مال.

- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقضي الله في ذلك ). فنزلت آية الميراث، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال : (أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأمهما الثمن وما بقي فهو لك).

- تزوجت أم سعد رضي الله عنها من زيد بن ثابت الأنصاري ، كاتب الوحي والمصحف ، وأحد الأذكياء النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاستفادت أم سعد رضي الله عنها من زيد في فقهه وعلمه ما جعلها في مقدمة العالمات الفقيهات من نسوة الأنصار رضي الله عن الجميع.

- وولدت أم سعد لزيد عدداً من الأبناء النجباء هم : خارجة ، وسليمان ، ويحيى ، وعمارة ، وإسماعيل ، وأسعد ، وعبادة ، وإسحاق ، وحسنة ، وعمرة ، وأم إسحاق ، وأم كلثوم.

- وهذه الصحابية الجليلة أم سعد هي التي حكت ما حدث لأم عمارة رضي الله عنها في غزوة أحد ، قالت رضي الله عنها : دخلت على أم عمارة رضي الله عنها فقلت لها : يا خالة أخبريني خبرك ، فقالت : خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليّ ، قالت أم سعد : فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور ، فقلت لها: من أصابك بهذا ؟ قالت أم عمارة: ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومعصب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة. ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان.

صور من سير الصحابيات ، لعبدا لحميد السحيباني ، ص261

*********

__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

حفصة بنت سيرين


- أم الهذيل ، الفقيهة ، الأنصارية .

- روي عن إياس بن معاوية قال : ما أدركت أحداً أفضله عليها .

- وقال : قرأت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة ، وعاشت سبعين سنة ، فذكروا له الحسن وابن سيرين فقال : أما أنا فما أفضل عليها أحداً .

- قال مهدي بن ميمون : مكثت حفصة بن سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة .

- قلت : توفيت بعد المئة .

نزهة الفضلاء 1/434

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

حليـمة السعـدية



- بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر...بن سعد بن بكر بن هوازن .

- وكان زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان ... بن سعد بن بكر بن هوازن .



- بعد ثمانية أيام مضت على مولد النبي صلى الله عليه وسلم أخذته حليمة لرحلها ، تقول حليمة : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ، ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك ، فإذا إنها لحافل ... ثم خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم ... ثم قدمنا منازلنا من بني سعد ، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبنا ً، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ًما تبض بقطرة لبن ، وتروح غنمي شباعاً لبناً .

- وبعد أن أرضعته عامين أعادته إلى أمه وطلبت منها أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فوافقت أمه ، وبعد أشهر أعادته إلى أمه بعد قصة شق الصدر .

- عندما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من غزوة الطائف ، ومعه من سبي هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء ، أتاه وفد من هوازن ممن أسلموا وقال قائلهم : يا رسول الله ! إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وخواصك ، فقال لوفد هوازن : ( أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت الظهر بالناس فقولوا ،: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله ، في أبنائنا ونسائنا ، فسأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم ) ، فلما صلى الظهر قام رجال هوازن وتكلموا بالذي أمرهم به رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ) ، وقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فردوا لهوازن أبناءهم ونساءهم ، وذلك اعترافاً منه صلى الله عليه وسلم بما لأمه من الرضاعة عليه من الفضل ، وتقديراً لها .

- روى أبو داود في سننه عن أبي الطفيل بن عامر بن واثلة الكناني قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة ، وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور ، إذ أقبلت امرأة دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبسط لها رداءه ، فجلست عليه ، فقلت : من هي ؟ فقالوا : هذه أمه التي أرضعته ) .


نساء حول الرسول ، لمحمود طعمة حلبي ،ص 10
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

خولة بنت الأزور


خولة بنت الأزور الأسدي: شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها. وهي أخت ضرار ، توفيت أواخر عهد عثمان 35هـ.

مقدمـة

خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير .

خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا ، تستحق منا نظرة دراسة ، نظرة مراجعة ، نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم… إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور، قدوة للرجال وقدوة للنساء صغاراً وكباراً ، قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة.

ما عرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة ، وهو نزر يسير ، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعدما كبرت واشتهرت، والسبب معروف… فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها .إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة.

من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها

وهي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :

فمن ذا الذي يا قوم أشغــلكم عنا

لكــنا وقفنــا للــوداع وودعنــــا

فهـل بقــدوم الغائــبين تبشرنـــا

وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنا

وأقبــحه ماذا يريــد الـنوى مــنا

ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتــــنا

لثمنــا خفافــاً للمطــايـا وقبلنــــا

تركنـاه فــي دار العــدو ويممــنا

وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنى

إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى

وإن بعدوا عنا وإن منعوا منـــــا
ألا مخـبـر بـعـــد الــفراق يخبرنـــا

فـلو كـنــت أدري أنـه آخــر اللقـــا

ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري

لقــد كـانـت الأيـام تزهــو لقربــهم

ألا قاتـل الله الـنـــوى مــا أمــرّه

ذكــرت لـيلـي الجـمــع كـنا سـويـة

لئــن رجعوا يـومـاً إلـى دار عـزهــم

ولـم أنـس إذ قــالوا ضـرار مقيــد

فمـا هـذه الأيـام إلاّ مـعـارة

أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم

سلام على الأحباب في كل ساعـــة




وقالت أيضاً:

فكيف ينام مقروح الجفــــون

أعز علي من عيني اليميــــن

لهان عليّ إذ هو غير.هــــون

وأعلق منه بالحبل المتــــــين

فليس يموت موت المستكيـن

لبـاكـية بـمـنـسـجم هــتون

أما أبكي وقد قطعوا وتيني
أبعد أخي تلذ الغمض عينــي

سأبكي ما حييت على شقيـق

فلو أني لحقت به قتيــــلاً

وكنت إلى السلو أرى طريقا

وإنا معشر من مات منــــاً

وإنـي إن يقـال مضى ضرار

وقالـوا لـم بكـاك فقـلت مهلاً


ومن موقعاتها( في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ) أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم.

فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟

فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.

قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة.

وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً.

أسر النساء

ومن مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:

نحن بنـات تبـع وحمير وضربنا في القوم ليس ينـكر

لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر

الخاتمة

في هذه السيرة البطولية عرضت نماذج مشهورة ومذكورة في الكتب عن خولة بنت الأزور وكيف شاركت في المعارك الإسلامية الكبيرة في فتوح بلاد الشام .والحقيقة تقال أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة ، ولعل السبب واضح ،حيث عاشت مثل غيرها من بنات البادية العربية عيشة متواضعة وبسيطة لم تتيسر لها وسائل التدوين والتسجيل المتناسق والمتكامل مثلما قد يتيسر لغيرها من المشاهير.

ونخلص من هذا البحث القصير إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجاً إنسانياً رائعاً يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية .

المراجع

1. عبد البديع صقر، نساء فاضلات ، دار الاعتصام ، القاهرة.

2. د. علي إبراهيم حسن ، نساء لهن في التاريخ الإسلامي نصيب، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1981.

3. عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والمسلمين،ج 1،مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1959.

4. كرم البستاني ، النساء العربيات ، دار نظير عبود ، بيروت ، 1988.

5. الواقدي ، فتوح الشام ، ج 1-2 ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، 1954.



**********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

خولة بنت ثعلبة
رضي الله عنها



· مقدمة:

تعد خولة بنت ثعلبة أحد الصحابيات الجليلات اللواتي يعتبرن قدوة لباقي النساء المؤمنات في العصور التي تبعت عصرهم. وفي هذا البحث عرض لبعض صفات هذه المرأة الجليلة، وبعض الوقفات في حياتها، وتعد خولة بنت ثعلبة من مشهورات العرب؛ لأن فيها وفي زوجها نزلت سورة المجادلة عندما ظاهرها زوجها.

· نسبــها:

هي خولة بنت مالك بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف، صحابية جليلة من الأنصار، وكانت زوجة الصحابي المجاهد أوس بن الصامت، وهو أخو الصحابي الجليل عبادة بن الصامت[1]. وكانت امرأة فقيرة معدمة، عاشت مع زوجها حياة مسالمة، وكان أوس بن الصامت يعمل ويكد كثيراً للحصول على الرزق وليحصل على قوت بيته، ولكن بعد تقدمه في العمر، أصبح شيخاً ضجراً، وقد ساء خلقه مع زوجته[2].

· خولة وعمر بن الخطاب –رضي الله عنه-:

خاطبت خولة في ذات يوم عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- عندما كان خارجاً من المسجد وكان معه الجارود العبدي، فسلم عليها عمر فردت عليه، وقالت: " هيا يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت"، فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة، فقال عمر: "دعها أما تعرفها! هذه خولة التي سمع قولها من فوق سبع سماوات فعمر أحق والله أن يسمع لها"[3].

· مظاهرة زوجها لها:

في ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين، شجار بينهما، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس "أنت علي كظهر أمي!...فقالت: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه؟!..."[4]، ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه،وبذلك القسم،يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة، وتشتت الحب والرضا الذين كانا ينعمان بهما.

وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خوله، قررت أن تذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف لا وهي تعيش في مدينته، وهي قريبه منه وبجواره. وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دوما في السابق، ويلتم شمل الأسرة السعيدة.

لم يكن من الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يتأكد من الأمر، ويسمع المشكلة من الطرفين، وهذا إن دل فإنه يدل على دقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التحري في الأمور؛ وذلك لتحقيق العدالة التي يدعو إليها الدين الإسلامي، فاستدعى أوس بن الصامت، وسأله عن وقائع ما حدث بينه وبين زوجته، فاعترف بأن ما قالته خولة قد حدث وهو صحيح، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يا أوس: لا تدن من زوجتك ولا تدخل عليها حتى آذن لك"[5]، وبذلك زاد قلق خولة وذعرها، فأخذت تتوسل وتشكو إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- أكثر. ثم جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظر نزول الوحي عليه ليرى ما هو الواجب الذي يأمره الله -تعالى- لتنفيذه، فإن هذا الأمر يمكن أن يتكرر على مر الزمن، وهو ليس فقط لخولة وزوجها أوس، فالمعروف أن القران الكريم صالح لكل زمان ومكان، وعندما تنزل أية ما في واقعة معينه، إنما هي عبره للناس كافة على مر العصور، فالقران الكريم شامل لكل شؤون الحياة الاجتماعية والسلوكية، وقد أرسل لكافة البشرية.

فجلس الجميع ينتظرون نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وكانت خوله تجادله -عليه الصلاة والسلام-، وتخبره بأن لديها عيالاً لا تستطيع تركهم، فإن تركتهم لوالدهم، فسوف يضيعون، وإن أخذتهم هي،فسوف يجوعون، وظلت هي كذلك تفكر كيف سيعود شمل الأسرة إلى الكيان السابق، إلى أن تغير حال الرسول الكريم، فأخذ يرتجف ويتصبب عرقاً،وتولاه صمت طويل وخشوع جليل، فقالت عائشة -رضي الله عنها- لخولة: "إنها لحظة الوحي، وما أظنه إلا قد نزل فيك أنت"[6]، فلم يكن من خوله المرأة المؤمنة إلا أن تتضرع بالدعاء لله -تعالى-، وتسأله الخير في حكمه[7].

فلم تزل هي كذلك حتى ناداها الرسول الكريم، وكانت ابتسامة البشرى تشع من وجهه، فتأكدت خولة بأن الله قد أنزل على نبيه الكريم خيراً لها ولزوجها، فلقد أنزل الله –تعالى- سورة المجادلة فيها وفي زوجها "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" (سورة المجادلة/1 إلى آخر الآيات)، فجاء الحكم الإلهي حيث قال تعالى-: "وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم"، ففي الجاهلية إن ظاهر الرجل زوجته كأنه حرمها على نفسه، أي تشبيهها بأمه أو غيرها من المحارم، ويعد هذا تجاوزاً لحدود الله، وهو ليس طلاقاً ولا تفريقاً بين الزوجين. وقوله تعالى-: "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم اللائي ولدنهم وإنهم ليقولوا منكراً من القول وزوراً وإن الله لعفو غفور"، تأكيد بأنه لا يمكن جعل الزوجة كالأم، وما هذا إلا منكر وقول زور على الله، فالأم محرمة شرعاً وعرفاً على أبنائها، فما من داع لتذكير الناس بالحكم، فهو واجب مفروض[8]، ثم قال الرسول – صلى الله عليه وسلم- لخولة ما أمره الله به: "مريه فليعتق رقبة" أخذاً بقول الله تعالى-: "والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير"، فأجابت خولة قائلة بأن ليس لديه ما يعتق به رقبة، فقال: "فليصم شهرين متتابعين" عملاً بقول الله تعالى-: "فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قبل أن يتماسا"، فردت بأنه شيخ كبير لا يقوى على الصيام، فقال: "فليطعم ستين مسكيناً وسقاً[9] من تمر"، حسب ما قال الله عز وجل : "فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم"، فقالت أنه لا يملك لذلك ثمناً، فقال: "فإنا سنعينه بعرق[10] من تمر"، فأدبرت قائلة بأنها ستعينه بعرق آخر أيضاً، فقال – صلى الله عليه وسلم-: "فقد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيراً"[11]، فأسرعت خولة المرأة المؤمنة والزوجة الصالحة والوفية إلى بيتها لتخبر زوجها المتلهف بحكم الله العادل واليسير، فأسرع الزوج السعيد إلى أم المنذر بنت قيس، وعاد من عندها حاملاً وسق تمر، فراح يتصدق على ستين مسكيناً كما أمره الرسول الكريم، وبذلك تم تنفيذ أمر الله، وعاد الزوجان سعيدين كما كانا سابقاً، واجتمع شمل الأسرة من جديد، وعاشا في وئام وصفاء[12].

· ما يستخلص من حياة خولة بنت ثعلبة:

تعد خولة بنت ثعلبة من عظيمات العرب والمسلمين، فهي امرأة مؤمنة تقية، وزوجة وفية تحافظ على بيتها من الانهيار، وأم صالحة تفكر في مستقبل أبنائها. ومن قصتها يمكننا استخلاص عدة أفكار، منها:

1. إبطال الله –تعالى- لظاهرة كانت شائعة أيام الجاهلية ألا وهي "المظاهرة"، وهي تعني تحريم الزوج زوجته على نفسه، وأنزل الله –تعالى- حكم ذلك القسم ألا وهو لا يوجب التحريم المؤبد، بل التحريم المؤقت حتى تؤدى الكفارة، وجعل الله الكفارة بعتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين إن لم يقدر على عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطع الصيام.

2. مكانة المرأة التي تحاول الحفاظ على زوجها وبيتها في الإسلام، كما فعلت خولة عندما أصرت على الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يطلب من الله الحكم العادل لتعود إلى زوجها. وأيضاً في ذلك بيان إلى عظمة الصحابيات وأنهن قدوة صالحة لجميع النساء.

3. بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها، وتبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت، وفي موقف آخر أيضاً مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، عندما اعترضت على سياسته وطلبت منه أن يتق الله –تعالى- في الرعية، في عبارة قوية لم يستطع عمر حيالها إلا أن يسمع لها.

4. في هذه القصة تأكيد على وجوب الاعتماد على الله –عز وجل- في أخذ الأحكام، واعتبار القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامي الأساسي وتتبعه بعد ذلك السنة النبوية الشريفة.

5. بيان لطف الله بعباده وتخفيف الكفارات لهم عند عدم الاستطاعة.

6. بيان عدل الرسول الكريم، حيث إنه طلب سماع القضية من الطرفين، وليس من طرف واحد، وذلك للوصول إلى أفضل الأحكام وأدقها.

7. يجوز دفع الكفارة عمن لا يستطيع دفعها، أو لا يقدر على أدائها[13].

أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في إلقاء بعض الضوء على شخصية خولة بنت ثعلبة، الصحابية الجليلة، والمرأة العظيمة، والزوجة الوفية، والأم الصالحة – رضي الله عنها .

قائمة المراجع
· خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول –صلى الله عليه وسلم-، سوريا/دمشق، دار الألباب، الطبعة الأولى، 1989م.
· سنية قراعة، مجلة العربي، مسلمات خالدات/خولة بنت ثعلبة، العدد 110،ص122، 1968م.

· عز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المجلد السادس "النساء"، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1998م.

· عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، الجزء الأول، بيروت، مؤسسة الرسالة.

· نساء عربيات http://www.angelfire.com/ok3/nesa/sneya


--------------------------------------------------------------------------------

1) انظر عز الدين بن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ص94، انظر صور من حياة صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم،

ص630

) انظر سنية قراعة، مجلة العربي، ص122. [2]

) عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، ص382.[3]

خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ص630. ([4]

3) سنية قراعة، مجلة العربي، ص122، انظر صور من حياة صحابيات الرسول صلا الله عليه وسلم، ص630، انظر أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، ص382.

.سنية قراعة، مجلة العربي، ص122، انظر صور من حياة صحابيات الرسول صلا الله عليه وسلم، ص630 2)([6]



) انظر سنية قراعة، مجلة العربي، ص122. [8]

) الوسق: ستون صاعاً.[9]

) العرق: هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص. [10]

1) انظر عز الدين بن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ص95، انظر صور من حياة صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ص632،انظر أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، ص384، انظر مجلة العربي، ص122.

2) انظر عز الدين بن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ص95، انظر صور من حياة صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ص632،انظر أعلام النساء في عالمي العرب والنساء، ص384، انظر مجلة العربي، ص122.

انظر خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ص633. ([13]

**************

doughterofislam

doughterofislam
مشرف الأسرة المسلمة
مشرف الأسرة المسلمة

جزاك الله خيرا علي هذاالموضوع القيم

Mostafa.M

Mostafa.M
المدير العام
المدير العام


موضوع ثرى جداً
بارك الله فيك

http://www.almoslemon.ahlamontada.net

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

خولة بنت حكيم


- خولة بنت حكيم بن أمية
السلمية ، صحابية جليلة ، أسلمت مع المجموعة المبكرة من المسلمين ممن صافحت نسمات
الإسلام أسماعهم منذ أن هبت في الأيام الأولى ، فكتبت في قائمة السابقات إلى هذا
الدين.

- زوجها عثمان بن مظعون من سادة المهاجرين ، وأحد أولياء الله
المتقين ، وأول من دفن بالبقيع.
- كانت خولة رضي الله عنها امرأة صالحة فاضلة،
وهي ممن اهتم بأمور النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت حريصة على إدخال السرور
إلى نفسه ، قالت عائشة رضي الله عنها : لما ماتت خديجة رضي الله عنها جاءت خولة بنت
حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ألا تزوج ؟ قال : (ومن) ؟ قالت: إن
شئت بكراً وإن شئت ثيباً. قال: (من البكر ومن الثيب) ؟ فقالت: أما البكر فعائشة بنت
أحب خلق الله إليك. وأما الثيب فسودة بنت زمعة، قد آمنت واتبعتك، قال: اذكريهما
علي. قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير
والبركة، قالت: ماذا ؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة. قالت:
انتظري فإن أبا بكر آت، فجاء أبوبكر فذكرت ذلك له. فقال: أو تصلح له وهي ابنة أخيه
؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أخوه وهو أخي، وابنته تصلح
لي.

قالت: وقام أبوبكر، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها
على ابنه، ووالله ما أخلف وعداً قط، تعنى أبا بكر. قالت: فأتى أبوبكر المطعم فقال:
ما تقول في أمر هذه الجارية. قال: فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين ؟ فأقبلت
على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله في دينك. فأقبل
عليه أبوبكر فقال : ما تقول أنت ؟ فقال : إنها لتقول ما تسمع ، فقام أبوبكر وليس
نفسه من الموعد شيء ، فقال لها : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت ، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها ، قالت : ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة ،
وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحييته بتحية أهل الجاهلية ، وقلت: أنعم صباحاً ،
قال : من أنت ؟ قلت : خولة بنت حكيم ، فرحب بي ، وقال ما شاء الله أن يقول ، قلت :
محمد بن عبدا لله بن عبدا لمطلب يذكر سودة بنت زمعة ، قال : كفؤ كريم ، ماذا تقول
صاحبتك ؟ قلت: تحب ذلك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فملكها.

قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب، فقال بعد
أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
سودة.

- وكانت خولة رضي الله عنها كثيرة الدخول على نساء النبي صلى الله
عليه وسلم فكن يكرمنها ويتفقدن شؤونها ، ويسألن عن أحوالها ، ومن ذلك ما رواه ابن
سعد في طبقاته وعبد الرزاق في مصنفه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت امرأة
عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي باذة الهيئة. فسألتها: ما شأنك
؟ فقالت ؟ زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك
له عائشة، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب
علينا، أما لك فيّ أسوة ؟ فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا.

ولقد
تأثر عثمان رضي الله عنه بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى زوجه،
واهتم بها، حتى إنها جاءت بعد ذلك عطرة كأنها عروس فلقن لها: مه ؟ قالت: أصابنا ما
أصاب الناس.

- وعاشت خولة مع زوجها عثمان بن مظعون عيشة طيبة،فلماتوفي تأثرت
لوفاته، فقالت ترثيه:
يا عين جودي بدمع غيرممنون.....................على رزية
عثمان بن مظعون
على امرئ بات في رضوان خالقه...............طوبى له من فقيد
الشخص مدفون
طاب البقيـع له سكنى غرقده................... وأشرقت أرضه من بعد
تفتين
وأورث القلب حزناً لا انقطاع له............ حتى الممات فما ترقا له شوني


- ومن مناقب هذه الصحابية الجليلة أن الله تعالى سماها في القرآن مؤمنة ،
فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره ، تحت قوله تعالى : ( وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) قال : قال ابن
أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا ابن أبي الوضاح يعني محمد
بن مسلم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت: التي وهبت نفسها للنبي صلى
الله عليه وسلم خولة بنت حكيم. وقال ابن وهب ، عن سعيد بن عبدا لرحمن وابن أبي
الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أن خولة بنت حكيم بن الأوقص من بني سليم : كانت
من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


صور من
سيرالصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني ، ص227


********
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

ريحانة بنت زيد


- بنت عمرو بن خناقة ، من بني
النضير ، وقيل : من بني قريظة .

- لها زوج منهم يقال له : الحكم ، توفي عنها
وهي في ملكه ، وكان محباً لها ومكرماً ، فقالت : لا أستخلف بعده أبداً
.


- وقعت ريحانة في سبي النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزو بني قريظة ،
وكانت ذات جمال ، فاصطفاها لنفسه ، وعرض عليها الإسلام فأبت إلا اليهودية ، فأرسل
صلى الله عليه وسلم إلى ابن سعية وأخبره خبرها ، فقال ابن سعية : فداك أبي وأمي هي
تسلم ، وخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءها ، وقال لها : لا تتبعي
قومك ، فلقد رأيت ما أدخل عليهم حيي بن أخطب ، فأسلمي يصطفيك رسول الله صلى الله
عليه وسلم لنفسه ، وجعل يشرح لها الإسلام حتى وافقت ودخلت في الإسلام . وانقلب ابن
سعية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشرى ، وبينما رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أصحابه سمع وقع نعلين فقال: ( إن هاتين لنعلا ابن سعية يبشرني بإسلام
ريحانة ) ، وجاء ابن سعية فقال : يا رسول الله قد أسلمت ريحانة ، فسر رسول الله صلى
الله عليه وسلم كثيراً ، وأمر بإرسالها إلى بيت أم المنذر بن قيس ، فجلست عندها
ريحانة حتى حاضت وطهرت من حيضها .

- ثم جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم في
بيت أم المنذر وقـال لهـا : ( إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت ، وإن أحببت أن تكوني
في ملكي أطؤك بالملك فعلت ) ، واختارت أن يطأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بملك
اليمين ، فأجابها لذلك .

- وفي رواية قالت ريحانة : ... ثم دخل عليّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فتجنبت منه حياء فدعاني فأجلسني بين يديه ، فقال : ( إن
اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ) ، فقلت : إني أختار
الله ورسوله . فلما أسلمت أعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني وأصدقني
اثنتي عشرة أوقية ونشاً ، كما كان يصدق نساءه ، وأعرس بي في بيت أم المنذر ، وكان
يقسم لي كما كان يقسم لنسائه ، وضرب عليّ الحجاب .

- وعن الزهري قال : كانت
أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها ، فكانت تحتجب في أهلها ، وتقول
: لا يراني أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- وقيل : إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان معجباً بها ، وكانت لا تسأله شيئاً إلا أعطاها ذلك ، فقيل
لها : لو كنت سألته بني قريظة لأعتقهم ، فقال : لم يخل بي حتى فرّق السبي
.

- وروي أنها غارت عليه غيرة شديدة فطلقها تطليقة ، فأكثرت البكاء ، فدخل
عليها وهي على تلك الحالة فراجعها .

- ولم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة
سنة عشر .

- وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة ، فدفنها بالبقيع
.

- وقد جزم خلائق أن ريحانة كانت موطؤة له بملك اليمين .

- ورجح
الواقدي أمر عتقها وتزويجها في طبقاته ، وهو أثبت الأقاويل
.




نساء حول الرسول لمحمود طعمة حلبي،ص 146، والبداية والنهاية
6/305


hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

زينب بنت خزيمة الهلالية



- زينب بنت خزيمة بنت الحارث بن
عبدالله بن عمرو الهلالية .

- فتدعى أيضاً : أم المساكين ؛ لكثرة صدقاتها
وبرها و معروفها .


- قتل زوجها عبدالله بن جحش يوم أحد ، فتزوجها رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأصدقها ثنتي عشرة أوقية ، ودخل بها في رمضان ، ولكن لم
تمكث عنده إلا شهرين أوأكثر وتوفيت ، رضي الله عنها .

- وهي أخت أم المؤمنين
ميمونة لأمها .


المصدر : نزهة الفضلاء 1/137، والبداية والنهاية
4/90

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

سفانة بنت
حاتم الطائي

الدالة على
الحق


اسمها ونسبها:

هي سفانة بنت حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن
امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث
بن طيء الطائي ، وأبوها حاتم الجواد الموصوف بالجود الذي يضرب به المثل [1] ،
وكنيته أبو سفانة، وأبو عدي ، وكني بابنته سفانة –رضي الله عنها ؛ لأنها أكبر ولده
، وبابنه عدي بن حاتم[2].

كان أبوها حاتم الطائي من أبرز شعراء العرب ،
وأكثرهم جواداً، وجوده يشبه شعره ، ويضرب به المثل في الكرم وحسن الخلق ؛فيقال :"
أكرم من حاتم " ؛ لأنه كان زاهداً في الخير ، يزهد بما في يديه وإن أتته الدنيا
بحذافيرها ، فقد كان ينفق كل ما لديه للضيوف والمحتاجين ، حتى لو كلفه ذلك جوع أهله
وولده ، حتى أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها فيه عندما وصفته : " يا جارية ،
هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها
كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ). [3] ، و توفي حاتم سنة 46
ق.هـ ولم يدرك الإسلام . [4]

صفاتها:

كانت سفانة رضي الله
عنها من فواضل النساء، جزلة فصيحة متكلمة ، تملأها الثقة والعزة بمكارم الأخلاق،
وكانت تعتز بنسبها وبأبيها وبكرمه، وتفاخر بذلك بين الناس ، محبة لوطنها ، فقد كانت
تترقب من يفد إلى المدينة المنورة كي ترجع إلى موطنها ، وتظهر قوة شخيصيتها ، وسداد
رأيها عندما أشارت على أخيها بزيارة الرسول والمثول ل بين يديه ،[5] وجمعت إلى ما
سبق من فضل جمال الجسد ، فقد كانت بيضاء حوراء ، متعدلة القامة [6].




إسلامها:

أصابت خيل رسـول اللـه -صلى اللـه عليه
وسلم- ابنة حاتم الطائي في سبايا
طيّ فقدمتْ بها على رسـول الله -صلى الله عليه
وسلم-فجُعِلَتْ في حظيرة بباب
المسجد فمرّ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقامت إليه وكانت امرأة جزلة ، فقالت سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown يا رسول
الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد )، فقال سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown ومَنْ
وَافِدُك ؟)، قالت سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown عدي بن
حاتم )، قال سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frownالفارُّ
من الله ورسوله ؟)، ومضى حتى مرّ ثلاثاً ، فقامت وقالت سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown يا رسول الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد فامْنُن عليّ مَنّ الله عليك
)قال سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown قَدْ
فعلت ، فلا تعجلي حتى تجدي ثقةً يبلّغك بلادك ، ثم آذِنِيني ) [7]
وفي رواية
أخرى أن سُفانة قد قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown يا مُحَمّد ! إن رأيتَ أن تخلّي عنّي فلا تشمِّت بي أحياء العرب ؟! فإنّي
ابنة سيّد قومي ، وإنّ أبي كان يفُكّ العاني ، ويحمي الذّمار ، ويُقْري الضيف ،
ويُشبع الجائع ، ويُفرّج عن المكروب ، ويفشي السلام ويُطعم الطعام ، ولم يردّ طالب
حاجة قط ، أنا ابنة حاتم الطائي )قال النبي -صلى الله عليه وسلم- سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown يا جارية
، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها
كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ). [8]

وقدم ركب من
بليّ ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقلت سفانة : قدم رهط من قومي ، فكساها
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحملها وأعطاها نفقة ، فخرجت حتى قدمت الشام على
أخيهاعدي فقال لها سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء - صفحة 2 Frown ما ترين
في أمر هذا الرجل " فقالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق
إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تنزل في عز اليمن وأنت أنت،فكانت سببا في إسلام أخيها
وإسلام قومها، وحسن إسلامها فرضي الله عنها [9] .

جودها
وكرمها:

" كانت سفانة من أجود نساء العرب كأبيها ، فقد كان أبوها يعطيها
من إبله فتهبها وتعطيها الناس ، فقال لها أبوها " يا بينه إن الكريمين إذا اجتمعا
في المال أتلفا ، فإما أن أعطي , وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا
شيء" فقالت: " والله لا أمسك أبداً. وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبدأً. فقاسمها
المال وتباينا ولم يتجاورا"[10].

عدوة إلى نساء
عربيات

--------------------------------------------------------------------------------

[1]
انظر ابن الأثير ، أسد الغابة في حياة الصحابة ، ص 1836 ، وموقع الوراق:
http://www.alwaraq.com/


. الأغاني ، أبو الفرج الأصفهاني، 17/ 363[2]

[3] انظر ابن
الأثير ، أسد الغابة ، ص3313، وانظر الأبشيهيتي، المستطرف في كل فن مستظرف ، ص 270،
وانظر موقع : الصحابة ،
http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana
.HTML
، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197.

انظر الأغاني ، أبو الفرج الأصفهاني, 17/363.[4]


[5] يلاحظ كل ذلك من خبر أسرها ، ومن حديثها مع رسول الله –صلى الله عليه
وسلم .

[6] انظر الأصفهاني، الأغاني ، 17/ 364. ووصفها في الأغاني جاء عن
أحاديث ضعيفة رويت عند البيهقي ، ومختصر تاريخ ابن عساكر ، ونقلها الأصفهاني في
الأغاني عن على بن أبي طالب – كرم الله وجهه - يصف فيها سفانة بأوصاف جسدية ،ولا
يمكن لعاقل أن يأخذ بها ، بل إن الرواية في الأغاني أولها يتناقض مع أخرها ، من
خلال الحديث عن التقوى وعمل البر، وبالنظر في سند الرواية يتبن ضعفها ، إذ فيها
ضرار بن صرد وهو أحد الكذابين . والله أعلم .


[7] انظر ص3313 موقع :
الصحابة ،
http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana
.HTML
، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197

[8] انظر ص3313 موقع : الصحابة ،
http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana
.HTML
، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197.

[9] انظر ابن الأثير ، أسد الغابة في حياة الصحابة ،ص3313 ،
والبغدادي ، خزانة الأدب 678، موقع : الصحابة ،
http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana
.HTML
، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197

عمر رضا كحاله, أعلام النساء, جزء 2, صفحة
196[10]


*******

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

سمية أم
عمار


أول شهيدة في الإسلام


المقدمة

الحمدالله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فهذا البحث يكشف النقاب عن شخصية مسلمة
جديرة بالذكر وهي سمية بنت الخُباط أول شهيدة في الإسلام، استشهدت في بداية الدعوة
الإسلامية في مكة الكرمة على يد أبي جهل الذي لاقى مصرعه في غزوة بدر ويتضمن موضوع
البحث نسبها، وزواجها، وتعذيب المشركين لآل ياسر، وفاتها، ومصير القاتل، .والدروس
والعبر المستفادة في سيرة حياتها أرجو أن ينال هذا البحث استحسان أساتذتي وزميلاتي،
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مني هذا العمل إنه سميع مجيب الدعاء، وصلى الله
على النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم

: نسبها

سمية بنت
الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم
لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى
في ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن
اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها.
فرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد منعه
قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب
الشمس الحارقة

عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار.
قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر ، وبلال، وصهيب،
وخباب، وعمار، وسمية أم عمار

:زواجها

كانت سمية بنت خباط أمة
لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر
بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس،
أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبدالله، فرجع الحارث
والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن
عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر
وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدالله
وسمية وعمار

:تعذيب المشركين لآل ياسر

عذب آل ياسر أشد
العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان
الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عزوجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه
عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت آيه
في شأن عمار في قوله عزوجل: (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالإيمان)). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما وراءك؟ قال : شر يا
رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال :
مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم

هاجر عمار إلى المدينة عندما
اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل
واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن
مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء

وقد كان آل ياسر يعذبون
بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمر بهم ويدعو الله
-عزوجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء

عن ابن إسحاق قال:
حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن
عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول:
صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة

:وفاتها

نالت سمية الشهادة
بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت سمية حين استشهدت
امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح زحها عنه أحد، وكان
إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على
أيدي المشركين

: مصير القاتل

أبوجهل هو عمرو بن هشام بن
المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم.كان من أشد الناس
عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة
تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل

قتل
أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما
قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن
الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرbجي الأنصاري، رضي الله عنهما،
ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين
بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد
استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما

قال عبدالرحمن بن عوف رضي
الله عنه: إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا
السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا
جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت
دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه، ((فشدا عليه مثل
الصقرين،فضرباه حتى قتلاه

((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن
ياسر (( قتل الله قاتل أمك

:الدروس والعبر في سيرة حياة
سمية

سمية بن الخُباط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن
الأذى والعذاب، الذي كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن
بذلوا الغالي والنفيس في ذات الله تعالى

كان إيمانها القوي بالله تعالى هو
سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته
وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخره، فوكلت أمرها إلى الله تعالى محتسبه
وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب المشركين، ونستشف من قصة سمية
أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ
جزاءه عاجلاً أم أجلاً

:قائمة المراجع والمصادر

.الاستيعاب في معرفة
الأصحاب، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر، نهضة مصر .للطباعة والنشر والتوزيع،
الفجالة- القاهرة

.أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير، الشعب،
555-630هـ

الإصابة في تميز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، دار نهضة مصر للطبع
والنشر، .الفجالة-القاهرة، 773-852هـ

.الطبقات الكبرى، ابن سعد، دار الصادر،
بيروت-لبنان

.محمود شيت خطاب، مجلة الأمة،ع6، ص 18، 1406
هـ


hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

سمية بنت خباط


- سمية بنت خباط صحابية جليلة
، من كبار الصحابيات .

- وكانت من الرعيل الأول ممن دخل الإيمان في قلوبهم
.

- وهي أول امرأة أظهرت إسلامها ، وكانت سابعة سبعة في
الإسلام.


- وزوج سمية هو ياسر بن عامر الذي قدم مكة هو وأخواه الحارث
ومالك من اليمن يطلبون أخاً لهم ، فرجع أخواه ، وأقام ياسر ، وحالف أبا حذيفة بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت سمية أمة لأبي حذيفة ، وزوجها ياسر بن
عامر ، فولدت له عماراً ، فأعتقه أبو حذيفة ثم مات أبو حذيفة ، فلما جاء الله
بالإسلام أسلم عمار وأبواه وأخوه عبد الله ، وتزوج بسمية بعد ياسر الأزرق الرومي
غلام الحارث بن كلدة الثقفي ، وله صحبة ، وهو والد سلمة بن الأزرق.

- لقد
كانت سمية من الأسرة التي ألبسها المشركون أدراع الحديد ، وصفدوهم في الشمس ، فبدأت
رحلة العذاب مع سمية وزوجها وابنها عمار حيث كان المشركون يخرجونهم إلى الفضاء إذا
حميت الرمضاء ليرتدوا عند دينهم ، ولكن الأسرة الصابرة تزداد صلابة وإيماناً
وتسليماً ، حتى مات ياسر تحت التعذيب ، فواصلت الأسرة الياسرية رحلة الصبر والثبات
، وبدأت سمية تتحدى وتجابه بني المغيرة بن عبد الله بن مخزوم ، وتقف صامدة أمام أبي
جهل الذي غدا كالمسعور من مجابهة سمية له بسخرية ، فلقد حطمت – رضي الله عنها –
كبرياءه وصلفه بصبرها وثباتها ، وفطرت قلبه بعدم ذكرها رسول الله صلى الله عليه
وسلم – ولو بكلمة واحدة.

- لم يكن أبو جهل يترك وسيلة في فتنة الناس عن
الدين الصحيح إلا اتبعها ، فإن كان الرجل له شرف ومنعة أنبه وقال : تركت دين أبيك
وهو خير منك ، لنسفهن حلمك ، ولنفلين رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجراً قال :
والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به.

- وظلت
سمية – رضي الله عنها – تتحمل العذاب ، وتصبر على أذى أبي جهل صبر الأبطال ، فلم
تهن عزيمتها أو يضعف إيمانها ، ولقد تفنن الخبيث في إيذائها وإيذاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم – بالكلام والشتيمة ، وذات عشي أغلظ لها الكلام ، ثم قال لها : ما
آمنت بمحمد إلا لأنك عشيقته لجماله ، فما كان جوابها إلا أن أغلظت له القول فأغضبته
، ولم يكن من جبروته وغيه إلا أن طعنها بحربة في قلبها فماتت شهيدة في سبيل الله ،
وصعدت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، وهي تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداًَ
رسول الله ، فكانت بذلك أول شهيدة في الإسلام.

صور من سيرالصحابيات ، ص
141

__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

عاتكة العدويــة
رضي
الله عنها




أصلها
ونسبها:

هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، مخزومية قرشية من عشيرة عدي
بن كعب ، وهي أخت سعيد بن زيد بن نفيل ،زوج فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنهم
أجمعين.

وكانت فتاة ذات جمال وكمال يسلب الألباب ،وهي شاعرة من شاعرات العرب
تهوى الأدب، كما كان لديها من الفصاحة والبلاغة ما جعلها لسنة إذا حدثت وبليغة إذا
نطقت. كما عرفها الناس بحسن خلقها ورجاحة عقلها. عاشت في كنف الإسلام وكانت من
السابقين إليه، كما كانت من الذين هاجروا إلى مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
.

قصة زواجها:

قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
"من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة"، هذا لأنها ما تزوجت أحداً إلا واستشهد وربما هذا
هو أحد الأشياء التي جعلها من المسلمات الخالدات،كما كان أزواجها كلهم من صحابة
رسول الله عليه الصلآة والسلام.

الزوج الأول:

عندما بلغت
مرحلة الشباب تهافت عليها الشباب يطلبونها للزواج وكان من بين هؤلاء الشباب شاب
وسيم، والده من أقرب الناس إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل المسلمين
، وخليفة المسلمين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه عبد الله بن أبي بكر الصديق
رضي الله تعالى عنهما، فوافقت عليه وتزوجها.

تزوج الشابان وبدءوا حياتهم
وبسبب حديثها الحلو وجمالها الفتان ،صار عبد الله منشغلاً بها عن أداء باقي واجباته
، ونسي أمر مغازيه وتجارته ولكن أوقفه أبوه عند حده كما تقول الروايات،ففي أحد أيام
الجمع مر به والده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليذهبا معاً إلى الصلاة، فسمعه من
أسفل الدار يناغي زوجته عاتكة ويحدثها بالكلام المعسول، فتركه وذهب إلى صلاته ولما
رجع ، وجده على نفس الحال فناداه: يا عبد الله أأجمعت؟ فقال عبد الله : أوصلى
الناس؟ قال أبو بكر : نعم ،قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة، وقد ألهتك عن فرائض
الصلاة، طلقها.

ولأن عبد الله كان ولداً مطيعاً لوالديه وأدرك أنه قصر في
واجباته تجاه خالقه وذلك لانشغاله بعاتكة ،طلقها وذهب كل منهما إلى حال
سبيله.

ولكن عبد الله مازال يحب عاتكة ، فمرت به أيام سوداء كالليل المظلم
بعد طلاقه لعاتكة مباشرة ،وندم على ما صنع وأقسم على الطاعة والعمل.ومن ناحية أخرى
كانت عاتكة تقرع نفسها وتلومها على ما صدر منها وندمت كثيراُ وعرفت أنها كانت سبب
انشغال زوجها عن أعماله.

وفي ليلة من اليالي بينما كان ابابكر يصلي على سطح
داره وهي ملاصقة لدار ابنه عبد الله ،سمعه يقول أبيات من الشعر تدل على الندم
والشوق إلى المحبوبة، وهنا أدرك أبو بكر ما يدور في نفس ابنه ، كما رق له ،فقام
وناداه وقال : يا عبد الله راجع عاتكة أي أرجعها إلى عصمتك. ففرح واعتق غلاما كان
لديه اسمه أيمن كرامة لها، ثم جرى حتى وصل إليها وصار يراجعها ويقنعها مرات ومرات
حتى رضيت وعادت اليه. لم يكن تردد عاتكة بسبب تكبر أو حيرة ،إنما لتتاكد من موقف
عبد الله ، فهي لم تكن اقل شوقا منه. عندما راجع عبد الله زوجته عاتكة ،وهبها حديقة
واشترط عليها الا تتزوج أحدا بعده.

وعاشا حياة سعيدة هانئة ولم ينسيا حق
الله عليهم وكانا ممن يضرب بهم المثل كبيت مسلم يضمه السعادة، ولكن لم تدم هذه
السعادة فقد استشهد عبد الله في إحدى المعارك، فجزعت عاتكة وبكته ورثته بابيات
منها:

فلله عينـا من رأى مثـله فتـى أكر وأحمى في الهياج واصبرا

إذا
شـرعت فيـه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا

فأقسمت لا تنفـك
عينـي سخينة عليك، ولا ينفـك جلـدي أغبـرا

مدى الدهر مـاغنت حمامة أيكـة
ومـا طرد الليل الصبـاح المنورا

وصارت امرأة منطوية على نفسها وتتذكر أيامها
التي مضت مع حبيب قلبها.

الزوج الثاني

ولم يمر وقت طويل حتى
خطبها عمر بن الخطاب،رضي الله عنه والذي لم يكن غريبا عنها، فهو من اقاربها ،وكان
معجب بها، وكيف لا وهي المرأة ذات الجمال الذي فتنت الرجال بدينها وأدبها وجمالها.
خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله بن أبى
بكر)عندما وهبها الحديقة وهو الا تتزوج من بعده، واصبح هذا الشرط عائقا في طريق
زواجها ،فنصحها عمر وقال لها :استفتي. فاستفتت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال
لها إن ترد الحديقة إلى أهلـهِ وتتزوج وهكذا تزوجت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وعاشت معه وكانت زوجة مخلصة تفوم بأعمال بيتها وتـرعى زوجها وتسعى إلى إدخال
السعادة إلى قلبه وقد رزقها الله منه ولدا اسمه عياض وهي لم تنسى حق ربها عليها
،فكانت عابدة مخلصة لربها.ولكن كانت الأيام تخبئ لها رحلة حزن أخرى، فها هو عمر
يطعن وهو يصلي ولم يلبث الا ان فارق الحياة، فبكته وقالت فيه بعض القصائد
منها:

فجعني "فيروز" لا درٍٍٍِّ درّه بأبيض تال للكتاب منيب

رؤوف على
الأدنى غليظ على العدا أخي ثقة في النائبات مجيب

متى ما يقل لا يكذب القول
فعله سريع إلى الخيرات غير قطوب



عين جودي بعبرة ونحيب لا تملي على
الإمام النجيب

فجعتني المنون بالفارس المعـ لم يوم الهياج
والتلبيب

عصمة الناس والمعين على الدهر وغيث المنتاب والمحروب

قل
لأهل الضراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كاس سعوب



منع الرقاد فعاد
عيني عود مما تضمن قلبي المعمود

يا ليلة حبست علي نجومها فسهرتها والشامتون
هجود

قد كان يسهرني حذارك مرة فاليوم حق لعيني التسهيد

أبكي "امير
المؤمنين" ودونه للزائرين صفائح وصعيد

_

من لنفس عادها أحزانها ولعين
شفها طول السهد

جسد لفف في أكفانــه رحمة الله على ذاك الجسد

فيه
تفجيع لمولى غارم لم يدعه الله يمشي بسبد



وهكذا انطوت على نفسها ولم
تخرج من بيتها إلا للذهاب إلى المسجد لتصلي وتتعبد.كان فراق عمر يسبب لها الأرق،
فكم من الليالي مرت عليها والنوم لا يعرف طريقه إلى عينيها وان غفوت ما تلبث إلا أن
تهب من نومها أثر حلم مخيف فتجلس وتبكي وترثي عمر.



الزوج
الثالث

وعندما انقضت أيام عدتها جاءها الزبير بن العوام، حواري رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- وابن عمته، جاءها خاطبا، فلم تقبل إلا بعد إلحاح ، فهي
كانت تتمنى ألا تتزوج. وهكذا تزوجت من الزبير بن العوام وهو رجل شديد الغيرة ،فكان
غيورا عليها إلى أبعد الحدود وفي يوم من الأيام قال لها: يا عاتكة لا تخرجي إلى
المسجد....وكانت هي امرأة عجوز.

فقالت له: يا ابن العوام أتريد أن ادع
لغيرتك مصلى صليت فيه مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر
وعمر؟

قال: لا أمنعك...ولكنه كان يخطط لشيء ما. فلما صار وقت صلاة الصبح
،توضاء وخرج ليكمن لها في سقيفة بني ساعدة، فلما مرت ضرب بيده على جسدها
وهرب.

نظرت عاتكة حولها فلم تجد أحدا، فقالت: مالك؟ قطع الله يدك.ثم رجعت
إلى بيتها. فلما رجع الزبير من المسجد سألها لما لم يرها في المسجد، فقالت: يرحمك
الله يا أبا عبد الله فسـد الناس بعدك،الصلاة اليوم في القيطون افضل منها في البيت،
وفي البيت افضل منها في الحجرة. وهكذا لم تخرج بعد ذلك اليوم إلى الصلاة في
مسجد.

وها هو زوجها الثالث يقتل بوادي السباع عندما رجع عن الركب الذي ذهب
لقتال علي رضي الله عنه ، بعدما اقتنع أنه لا يمكن أن يستمر في معاداة هذا الرجل،
فاغتاله عمرو بن الجرموز في الطريق، فرثته كما رثت أزواجها السابقين.

ومما
قالت في رثائه:

غدر ابن جرموز بفارس بهمـة يوم اللقا و كان غير
معـرد

يا عمرو لو نبهته لوجدتـــه لا طائشاًرعش اللسان ولا اليد

شلـت
يمينك إن قتلت لمسلمـاُ حلت عليك عقوبة المستشـهد

إن الـزبير لذو بـلاء
صـادق سمح سجيته كريم المشـهـد

كم غمرة قد خاضها لـم يثنـه عنها طرادك يا
ابن فقع القرود

فاذهب فما ظفرت يداك بملة فيمن مضى ممن يروح
ويغتدي[1]

ومما يبين إخلاصها لزوجها بعد وفاته، هو عندما أرسل إليها ابن
الزبير، عبد الله يحاكيها في إرثها ، لم تبد أي طمع في ماله على الرغم من ثراء
الزبير ُ، وإنما رضيت بما أعطوها من الإرث، وهو كما يقال ثمانين ألف
درهم.

الزوج الرابع

بعد انقضاء عدتها من الزبير، جاءها علي بن
أبي طالب-كرم الله وجهه- خاطباً فقالت له:إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله –صلى
الله عليه وسلم- عن القتل، فأخذ برأيها ورجع عن خطبتها وكان يردد بعد ذلك: من أحب
الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة.

ثم تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، فكانت
رفيقة جهاده وجلاده، فارتحلت معه الى الكوفة، وصبرت معه يوم كربلاء. فكانت أول من
رفع خده من التراب، ولعنت قاتله، والراضي به، والشاهد له دون اعتراض. وقالت باكية
وهي ترثيه:

وحسيناً، فلا نسيت حسينا أقصــدته أسنة
الأعــداء

غــادروه بكربلاء صريعاً جادت المزن في ذرى كربلاء[2]

وكان
آخر مطاف في حياتها الزوجية هي شهادة الإمام الحسين –رضي الله عنه- فتأيمت بعده.
ويقال إن مروان خطبها بعد شهادة الحسين ، فرفضته وقالت: ما كنت لاتخذ حمأً بعد رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-.[3]

وكان وفاتها سنة أربعين للهجرة، فلقيت وجه
ربها رضي الله عنها وأصبحت القصة الحزينة لهذه المرأة الجميلة وأزواجها الذين انتهت
حياتهم الواحد تلو الآخر بمأساة، ورواية خيالية يرددها الناس وجملها أكثر قصائدها
في الحب والرثاء.غفر الله لنا ولها آمين.


الخاتمة

إنّ
عاتكة امرأة عربية من وسط الصحراء والبادية، أصبحت ضمن من هم في ذاكرة الزمن، وقد
كتب عنها من كتب، ليس فقط لجمالها الذي تميزت به، مما جعل كثيرا من الشباب يتقدمون
لها في شبابها، وإنما حسن أدبها وخلقها وحكمتها، ولأن الله ميزها بأن جعل من
يتزوجها ينال الشهادة ، وهذا ما جعل عشاق الشهادة يتهافتون عليها، وينساقون إليها
في كبرها طالبين القرب منها. وقد اتصفت إلى جانب ذلك بالإخلاص في كل شيء : الإخلاص
لربها ولدينها ولأزواجها.

المصادر

1-محمد علي القطب، مسلمات
خالدات،المكتبة العصرية،بيروت، صيدا.

2- عمر رضا كحاله، أعلام النساء،
المطبعة الهاشمية، الطبعة الثانية، دمشق، 1959م.

3- دائرة المعارف
الإسلامية، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

4- الاستيعاب في معرفة الأصحاب ،
ابن عبد البر .


--------------------------------------------------------------------------------

أعلام
النساء،ص205-[1]

مسلمات خالدات،صص23،24-[2]

أعلام
النساء،ص206-[3]

*******

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

عاتكة بنت عبد المطلب


- بن هاشم ، القرشية ،
الهاشمية .

- عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخت والده عبد الله
.

- تزوجت في الجاهلية من أمية بن المغيرة ، والد أم سلمة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم ، فأنجبت له عبد الله وزهير ، فأما عبد الله فقد أعرض عن الإسلام ،
وأما زهير فقد أسلم وكان أحد الساعين في نقض صحيفة المقاطعة .

- أسلمت عاتكة
في مكة مع اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ، ثم هاجرن معه إلى
المدينة المنورة .

- رأت قبل غزوة بدر أن صارخاً أقبل على بعير له ، حتى وقف
بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته : ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث ، صرخ بها ثلاث
مرات ، فأرى الناس اجتمعوا عليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله
مثل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها ثلاثاً : ألا انفروا يا آل غدر إلى
مصارعكم ، في ثلاث . ثم مثل به بعيره على رأس جبل أبي قبيس فصرخ بمثلها ثلاثاً ، ثم
أخذ صخرة من جبل أبي قبيس فأرسلها ، فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت
منها فلقة ، ولم يدخل داراً ولا بيتاً من بيوت بني هاشم ولا بني زهرة من تلك الصخرة
شيء . فلما كان اليوم الثالث من رؤياها سمع أهل مكة صوت ضمضم بن عمرو الغفاري ، و
هو يصرخ ببطن الوادي ، واقفاً على بعيره ، قد جدع بعيره وحوله رحله ، وشق قميصه ،
وهو يقول : يا معشر قريش ! اللطيمة اللطيمة ! أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد
في أصحابه لا أرى أن تدركوها ! الغوث الغوث !

- وبعد صدق رؤيا عاتكة
وانتصار المسلمين في بدر زاد الله في قلب عاتكة حبها لله ولرسوله صلى الله عليه
وسلم .

- حين رأت جموع كفار قريش آيبة منهزمة أخذت تجهز نفسها للهجرة إلى
المدينة المنورة حتى أدركتها المنية .


نساء حول الرسول ، لمحمود طعمة
حلبي ، ص 193

**********

__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

فاطمة بنت أسد


- القرشية الهاشمية
.

- والدها : أسد بن هاشم بن عبد مناف .

- زوجها عم رسول الله صلى
الله عليه وسلم أبو طالب ، وهي أم ربيب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ،
وأم إخوته : طالب وعقيل وجعفر ، وأم هانئ وجمانة وريطة ، وكلهم أبناء أبي طالب
.


- لما كفل أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيه أشرفت
فاطمة على تربيته .

- وبعد وفاة أبي طالب شرح الله صدرها للإسلام فبايعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى المدينة .

- كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يكثر زيارتها ، ويقيل في بيتها .
- فرحت فاطمة بزواج ابنها علي
من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في الدار ،
وقال علي لأمه : لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء
والذهاب في الحاجة ، وكفتك في الداخل الطحن والعجن ؟ فتراضوا على ذلك .

-
توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال علي بن أبي طالب : لما ماتت فاطمة
بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه ، وصلى عليها ، وكبر
عليها سبعين تكبيرة ، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي
عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وكان قد جثا في قبرها . وفي رواية : أنه
اضطجع معها في قبرها .

- ولما ذهب اقترب منه عمر بن الخطاب وقال : يا رسول
الله ! رأيتك تفعل لهذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد من قبل ، فقال صلى الله عليه
وسلم : ( يا عمر ، إن هذه المرأة كانت بمنزلة أمي التي ولدتني ، إن أبا طالب كان
يصنع الصنيع وتكون له المأدبة ، وكان يجمعنا على طعامه ، فكانت هذه المرأة تفضل منه
كله نصيبنا فأعود به ) .

- وفي رواية : لما سئل عن سر صنيعه بقبرها قال : (
إنه لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها ! إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة ،
واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر ) .


نساء حول الرسول ، لمحمود
طعمة حلبي ،ص 19

*********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

فاطمة بنت الخطاب
رضي
الله عنها




مقدمة


إن تاريخنا الإسلامي مليء بصور جليلة بين الجنسين، رجالاً ونساء،حيث
اتسمت فيها كل دلالات الإيمان الصادق ، وحسن النية،والذود عن الإسلام بكافة أنواع
الجهاد، ومن الصور المشرفة في ذلك التاريخ العظيم الصحابية الجليلة السابقة إلى
الإسلام في وقت لم فيه أي مطمع أو مغنم دنيوي في الدخول في الإسلام ، بل كان
التعذيب والجفوة والمقاطعة وكثر من المعوقات في طريقه ، إنها فاطمة بنت الخطاب (رضي
الله عنها)، وهي صحابية شاع ذكرها مع قصة إسلام أحد عظماء العالم الإسلامي عمر بن
الخطاب، أمير المؤمنين (رضي الله عنه). وقد قامت الباحثة بتسليط الضوء على بعض
جوانب تلك شخصية العظيمة، شخصية فاطمة بنت الخطاب، وذلك ابتداء بنسبها ومرواً
بصفاتها، وبقصة إسلامها، ومن مما روته عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ونهاية
بما كتب فيها من شعر. فنحن بحاجة لمثل تلك الصور الرائعة الفريدة للاقتداء بها،
والتمثل بخطواتها.



اسمها ونسبها ( رضي الله عنها ):


هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية ، ولقبها
أميمة، و كنيتها أم جميل. وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية. وهي
أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)،وزوجة
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة
المبشرين بالجنة. وقيل إنها ولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن.



صفاتها( رضي الله عنها ):


فاطمة بيت الخطاب(رضي الله
عنها) صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا؛ منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله
تعالى وشديدة الاعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من
السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر( رضي الله
عنه)، وكانت سبباً في إسلامه. كما أنها بايعت الرسول- صلى الله عليه وسلم- فكانت من
المبايعات الأول.

دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر ( رضي الله عنهما
):
عرف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعداوته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل إسلامه، فقد خرج عمر (رضي الله عنه) في يوم من الأيام قبل إسلامه متوشحاً سيفه
عازماً على قتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، فلقيه نعيم بن عبد الله، ورأى ما
هو عليه من حال " فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمداً. قال: كيف تأمن
من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ً؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت
دينك الذي كنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر! إن أختك وختنك قد أسلما،
وتركا دينك الذي أنت عليه.” فلما سمع عمر ذلك غضب أشد الغضب، واتجه مسرعاً إلى بيت
أخته فاطمة(رضي الله عنها)، فعندما دنا من بيتها سمع همهمة، فقد كان خباب يقرأ على
فاطمة وزوجها سعيد (رضي الله عنهما) سورة "طـــه"،فلما سمعوا صوت عمر (رضي الله
عنه) ، أخفت فاطمة (رضي الله عنها) الصحيفة، وتوارى خباب في البيت، فدخل وسألها عن
تلك الهمهمة،فأخبرته أنه حديث دار بينهم. " فقال عمر- رضي الله عنه: فلعلكما قد
صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه! فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في
غير دينك"،عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة
محاولة الذود عن زوجها،ولكن عمر (رضي الله عنه) ضربها بيده ضربة أسالت الدم من
وجهها ، بعدها" قالت فاطمة (رضي الله عنه): يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا
إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله". فعندما رأى عمر ما قد فعله بأخته ندم
وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة، فقالت له فاطمة (رضي الله عنها) وقد
طمعت في أن يسلم:" إنك رجل نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام مفعل ثم
أخذ الكتاب فقرأ فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.
إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش
استوى...) فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! ...، دلوني على محمد". فلما سمع خباب
خرج من مخبئه مسرعا إلى عمر وبشره وتمنى أن تكون فيه دعوة رسول الله – صلى الله
عليه وسلم – حيث قال: " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هاشم" 8
.


وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم - حينها في دار الأرقم، فخرج عمر
(رضي الله عنه) متجهاَ إلى تلك الدار، وقد كان متوشحاً سيفه، فضرب الباب، فقام أحد
صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ونظر من الباب فرأى عمر وما هو عليه، ففزع
الصحابي ورجع مسرعاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بما رأى، " فقال
الرسول صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه): فأذن له فإن كان
جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه. فأذن له ونهض إليه رسول
الله- صلى الله عليه وسلم- حتى لقيه بالحجرة فأخذ مجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة
وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة.
فقال عمر:" يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله" ، فلما
سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- أن عمر قد أسلم.


لقد كان ذلك الموقف أحد أروع المواقف الإسلامية
في تاريخ الحياة الإسلامية، وفيه يعود الفضل لفاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها)
وثباتها على دينها، ودعوتها الصادقة لأخيها، الذي كانت البلاد بأجمعها تخاف من بطشه
في جاهليته، ولكنها لم تخشاه قط، بل أصرت على موقفها، وكانت سبباً في إسلامه (رضي
الله عنه)، وبذلك تحققت فيه دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم).



رواية فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها للحديث :

"روى
الواقدي عن فاطمة بنت مسلم الأشجعية، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب- أنها
سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب
الدنيا في علماء فساق، و قراء جهال، و جبابرة؛ فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله
بعقاب"2

وبمراجعة الحديث الشريف السابق نجد فيه إشارة إلى خطورة العلماء في
المجتمع ، وما يمكن أن يصنعوه من خير وتقدم إن كانوا صالحين أتقياء ، وما يجلبونه
من شر وويل على الأمة إن كانوا فاسقين عصاة ، تعلقت قلوبهم بحب الدنيا ومتاعها ؛ذلك
لأنهم يشكلون نخبة المجتمع وصفوته ، وبصلاحهم يصلح المجتمع ، وبفسادهم يفسد
المجتمع.


مما كتب في فاطمة بنت الخطاب من شعر :

كتب عمر
بن الخطاب في أخته فاطمة أبياتاً من الشعر، يصف فيها صبرها واحتسابها إلى ربها،
حينما عارض عمر اعتناقها للإسلام، وذلك قبل دخوله (رضي الله عنه للإسلام):



الحمـــد لله ذي المـــــن الــذي وجبــــت لــه علينـــــا أيـــــاد
مــا لــهـــا غـيــــر

وقــــد بدأنـــــا فكـــذبنــــا فقـــال لنـــا
صـــدق الحـديــث نبـــي عنـــده الخـبـــر

وقــد ظلمــت ابنــة الخطـــاب
ثم هـــدى ربي عشيــة قالــــوا: قــد صبـــا عمـــــــر

وقــد نـدمـــت على
مــا كــــان مـن زلـل بظلمــهـا حـــين تتـــلى عندهــا الســـــور

لـمـا
دعــــت ربـها ذا العــرش جــــاهدة والـدمـــع مـن عينـــها عجــــلان
يبتــــدر
أيقنـــت أن الــذي تدعــــــوه خالقـــــها فكـــــاد تسبـــــــقني
مــن عبـــــــــرة درر

فقــلـت: أشهـــــــد أن الله خــالقــــنـــا وأن
أحمــــــد فينــــــا اليــــــوم مشتـــهر

نبـي صـــــدق أتـى بالحــق من
ثقـــــــــة وافــــي الأمـانـــة مــــا في عـــوده خــــور



[1]


وكذلك كتب فيها شعراء آخرون ، من مثل أمير الشعراء أحمد شوقي-رحمه الله-،
حيث سجل شعراً دورها (رضي الله عنها) في إسلام أخيها عمر بن الخطاب (رضي الله
عنه):



ثــــــار إلى حـيث النــبي مــوعـــــــــــداً
ومـــــــــبرقاً بســيفـــــــه و مـرعــــــــدا

فجـــاءه موحــــــــــد
مــن الـــزمـــــــــر وقـــال جـيء أهــــلك فانظـــــر يـا
عمــر

وحـــــدت الله ابـنـــــــة الخطــــــــــاب وآمــــن
السعيــــــــد فـي الأخطــــــــاب
فــجــــــاءهــــا مـعتــــــزم
الشــــــــراس وكــــان صـلبــــــاً خشــــن المــــــــراس

فراعــــه
مـــــن الخبـــــــــاء هنيمــــــــه وصـــوت مستــخفيـــة
مــــرنــمـــــــــة
فقـــال: مـا أسمــع؟ قــالت:" طـــــــــه" ..... فلم
يصوبــــها ولا خطــــــــاهــــــا

وقـــال وعـرفــــان الصـــواب
مكـــرمـــــة فــاطــم هـــذا منطـــــــق مـا أكرمـــــــه!

وآنســــت
سكينـــــــــة الـحـــــــــواري مــن رجــــــل فـي صحــــوه
ســـــــــوار

كحمــــل مـــــدلل صــــــار الأســـــــــد والصـــــارم
المســـــلول عـــــاد كالمســــد

فجـــــاء نــــــــادي النبــــي
فـاهتــــدى وكبـــــر الهـــــــادي وهــــل
المنتـــــدى


الخاتمة
لم تكن تلك السطور السابقة سوى ومضات
سريعة من مواقف في حياة إحدى عظيمات نساء العالم، فاطمة بنت الخطاب (رضي الله
عنها)، تلك الشخصية التي سمت وبرزت في عالم الإسلام والإيمان في أبهى صورة المرأة
الداعية، فكانت مثالاً وقدوة يحتذى بها في التضحية للدعوة إلى الإسلام. فهي شخصية
اتصفت بصبرها واحتسابها إلى ربها (عز وجل)، فقد تحملت الكثير من أجل إسلامها، ولم
تخف يوماً من أخيها عمر بن الخطاب، حينما كان في جاهليته، في حين كانت مكة بأسرها
تخاف من بطشه.

وأهم النتائج التي توصلت إليها في شخصية فاطمة بنت الخطاب
(رضي الله عنها):

*أن لا يخاف المسلم في الله لومة لائم ،ويتضح ذلك في موقف
فاطمة (رضي الله عنه) عندما أسلمت على الرغم من معرفتها ببطش أخيها وجبروته، فلم
تخش سوى ربها ( عز وجل)، وسعت لمرضاته.

*سعي فاطمة (رضي الله عنها) لهداية
أخيها عمر بن الخطاب للإسلام، حيث كان لها الدور البارز في إسلامه (رضي الله
عنه)،فقد ارتبطت قصة إسلامه المشهورة بفاطمة بنت الخطاب.

وأخيرا أسأل الله
تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ، إنه سميع مجيب الدعاء.



المصادر و
المراجع


· ابن حجر العسقلاني، الأصابة في تمييز الصحابة،1412هـ 1992 م،
ط1، المجلد 8 ، دار الجيل بيروت.

· عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني،
صور من سير الصحابة،1414 هـ، ط1، دار ابن خزيمة، الرياض.

· عز الدين بن
الأثير ، أسد الغابة في معرفة الصحابة، 1419 هـ 1998 م، ط1، النساء، دار الفكر ،
بيروت.

· عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة
الرسالة، بيروت.



************

__________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

كبشة بنت رافع



- كبشة بنت رافع واحدة من
المسلمات المجاهدات اللاتي رافقن الرسالة النبوية الشريفة منذ أن أشرقت أنوارها في
المدينة المنورة.

- وهذه الصحابية الجليلة قدمت للإسلام خدمات عظيمة، ففي
بيتها ترعرعت نواة الإسلام ، ومن ثنايا دارها فاحت روائح الطيب في المدينة المنورة
كلها ، فانتشر فيها الإسلام ، فكانت بركة وخيراً في الدنيا كلها.

- وهذه
الصحابية الكريمة هي أم سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته. نعم هي أم من حكم
بحكم الله من فوق سبع سموات.

- وكانت كبشة زوجة لمعاذ بن النعمان من بني
الأشهل، وقد ولدت له سعداً وعمراً وإياساً وأوساً وعقرب وأم حزام.

- أسلمت
كبشة ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها أثر كبير في تاريخ نساء
الإسلام ، وقد أثرت التاريخ بمواقف رائعة جعلتها من الأوائل في عالم نساء الصحابة ،
فما أن سطعت شمس الهداية ، وأشرقت المدينة بنور الإسلام حتى سارعت كبشة – أم سعد –
لتساهم بدورها في نصرة الإسلام مهما كلفهاذلك من ثمن.

- لقد كانت أم سعد رضي
الله عنها من السابقات في مضمار الخير ، حيث كانت أول من بايع النبي صلى الله عليه
وسلم مع أم عامر بنت يزيد بن السكن ، وحواء بنت يزيد بن السكن.

- ولقد كان
لها رضي الله عنها وقفات إيمانية تدل على جهادها وصبرها ، فقد خرجت في غزوة أحد مع
من خرج من النساء ينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعد أن وردت
الأخبار إلى المدينة باستشهاد عدد من المسلمين ، وكان من بينهم ابنها عمرو بن معاذ
رضي الله عنه لكن الأم المجاهدة كانت ترجو سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأقبلت مسرعة نحو أرض المعركة ، فلما علمت بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها هينة.

- وكان عمرو بن معاذ رضي الله عنه
يجالد في صفوف المشركين حتى لقيه ضرار بن الخطاب فقتله وكان يومئذ ما يزال على
شركه.

- ومن مواقف الصبر والجهاد لهذه الصحابية الجليلة موقفها يوم الخندق
حين كانت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما في حصن بني حارثة ، وقد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا الذراري والنساء في
الحصون مخافة العدو عليهم ، قالت عائشة رضي الله عنها : فمر سعد بن معاذ وعليه درع
مقلصة – قصيرة – قد خرجت منه ذراعه كلها ، وفي يده حربة يرفل بها وهو يرتجز بيتاً
من الشعر لحمل بن سعدانة الكلبي ويقول :
لبثت قليلاً يشهد الهيجا حَمَل ... لا
بأس بالموت إذا حان الأجل
فقالت أم سعد رضي الله عنها : الحق يا بني فقد والله
أخرت ، وبهذه الكلمات تظهر لنا شجاعة أم سعد وحرصها على ابنها أن لا تفوته لحظة دون
أن يحظى بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

صور من سير الصحابيات ،
ص129

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى